الجهل بالأحكام :
لم يتدبر أهل الشام القرآن وأحكامه ، من أوامر ، ونواهي ، بل اتبعوا دعوة الباطل التي أطلقها معاوية ، فعملوا معه على تفريق المسلمين ، وتشتيت شملهم ، وأججوا نار الحرب ضدَّ إمام الحق ، حيث كانوا من سفلة الناس وأسقاطهم ، سلكوا طريقا معوجاً ، وارتكبوا بذلك حماقات أدت إلى تفتت كيان الدولة الإسلامية ، فتردوا بالضلال لمخالفتهم صريح الحق ، وابتعادهم عن سواء السبيل.
وقد نزل الوحي معلناً فضل الإمام علي عليهالسلام في مناسبات كثيرة ، منها ما جاء في القرآن الكريم ، وقد بلّغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمة كل ما جاء به الوحي ، حتى تواتر به النقل في مختلف الطبقات ، ولكن أهل الشام بخروجهم على الإمام علي عليهالسلام ، ولعدم إذعانهم لبيعته ، ولما جاء فيه من الذكر الحكيم ، والحديث القطعي الصدور ، فقد كفروا بكل ذلك ، وقد تجاهلوا ما أمر به الله تعالى في كتابه المجيد ، وعلى لسان نبيه الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم من لزوم اتباع الإمام علي عليهالسلام ونصره.
أمّا الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فقد جاء في تفسيرها عدد من الروايات التي تدل على أنَّ المقصود بـ (الصادقين) هو الإمام علي عليهالسلام ، وهي :
١ ـ روي تفسيرها فيه وحده عن ابن عباس (١) ، وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام (٢).
٢ ـ روي تفسيرها في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
__________________
(١) الدر المنثور ٣ / ٢٩٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٤٢ ، المناقب ٢٨٠ ، نظم درر السمطين ٩١.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٦١ ، الدر المنثور ٣ / ٢٩٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٤٤ ، كفاية الطالب ٢٣٦.