مولى المؤمنين ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ـ يكررها ثلاثا أو أربعاً على اختلاف الروايات (١) ، ثمَّ وثق ذلك ببيعة مشهورة مشهودة ، أدّاها كل من حضر من الصحابة.
فالإمام علي عليهالسلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، له من الولاية ما للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنَّها متفرعة عنها ، وهي امتداد لها ، وللولاية الإلهية ، فهو أفضل الأمة بمقتضى الولاية ، وبما جاء في بيان فضله من الكتاب والسنة ، وبما تميز به من المكارم ، والفضائل ، والكمالات التي تجعله سابقا لكل من سواه من المؤمنين في جميع الميادين.
ومن الظلم ، والتجاوز ، والجور في الحكم أن يُجعل أحدٌ غير الإمام علي عليهالسلام عدلاً له ومساوياً في الفضل ، وفي ذلك مخالفة ما ثبت في الكتاب والسنة ، وإذا كان هذا أمر من ساوى بينه وبين غيره ، فمن قدَّم عليه غيره أو فضّله عليه ، فالله تعالى أعلم بما يستحق هؤلاء جميعاً من اللعن والعذاب الأليم ، جزاءً وفاقاً لما اقترفوا من الإثم.
الصلاة على آل محمد :
الصلاة على النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فريضة أمر بها الكتاب العزيز وأكّدتها السنة النبوية ، وندبت إليها ، وهي من أفضل الأعمال باتفاق المسلمين ، وأكثر علمائهم يرون أنَّ فريضة الصلاة لا تتم إلّا بها ، فهي جزء من التشهد في الصلاة ، واشتهر في ذلك قول الإمام الشافعي (٢) :
__________________
(١) راجع الخطبة في التمهيد ص ١٥ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٢) الصواعق المحرقة ١٤٨.