هل يستوي الذين يعلمون
«فلعن الله من ساواك بمن ناواك ، والله جلَّ اسمه يقول : * (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)(١) * فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك» :
اللغة : ناواك عاداك ، يقال : ناوأت الرجل ، مناوءة ، ونواءً : عاديته (٢). عَدَلَ (بالفتح) : عدلت فلاناً بفلان : سوّيت بينهما (٣).
مر بنا أنَّ ما يستفاد من النصوص التي وردت في الإمام علي عليهالسلام من الكتاب والسنة أنَّه أفضل الأمة إيماناً ، وعلماً ، وعملاً ، ولا يفضله في ذلك أحد من هذه الأمة سوى الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أمّا غيره من المسلمين : الصحابة ومن دونهم ، فإنَّه يتقدم عليهم في الفضل إلى درجة كبيرة ، وهذا ما بحثناه في مناسبات عديدة في هذا الكتاب اهتداءً بما نقلناه من النصوص ، والإمام علي عليهالسلام يؤكد ما ذهبنا إليه حيث يقول في خطبته الشقشقية : «فيا لله وللشورى ، متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم ، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر؟!» (٤) ، يضاف إلى ذلك أنَّ
__________________
(١) الزمر ٣٩ : ٩.
(٢) الصحاح.
(٣) الصحاح.
(٤) نهج البلاغة ٣٤.