الولاية والإمارة
(أشهد أنَّك أمير المؤمنين الحق الذي شهد بولايتك التنزيل ، وأخذ العهد على الأمة بذلك الرسول) :
الذي يفهم من هذه الفقرة أنَّ الولاية التي أعلنها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام علي عليهالسلام تدل على أنَّه أمير المؤمنين ، بغض النظر عن وجود النص بإمرته ، سواء وجد النص ، أم لا.
ويتضح لنا ذلك من مراجعة نص الولاية ، وما استفدناه منها فيما مر من هذا الشرح ، إذ تقرر لدينا أنَّ الولاية منصب من الله تعالى ، وأنَّها تعني أنَّ للإمام علي عليهالسلام ما للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ومقامه فيهم كمقامه ، لا يختلف عنه بشي سوى النبوة ، لأنَّ رسالته خاتمة الرسائل ، كما تواتر عنه النقل بذلك.
فعلي عليهالسلام خليفة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأمينه على رسالته ، وطاعته متفرعة عن طاعته ، وولايته متفرعة عن ولايته ، فهو بذلك أمير المؤمنين ، وقد شهد بولايته التنزيل في قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(١) ، وسيأتي الحديث عن هذه الآية في محلها من الزيارة.
وقد مر بنا أنَّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ العهد من المسلمين يوم غدير خم بولاية الإمام علي عليهالسلام ، فأشهد الله تعالى عليهم ، وأمرهم بتبليغ من لم يحضر ، فهو أمير
__________________
(١) المائدة ٥ : ٥٥.