واقعة حُنين (١)
«ويوم حنين على ما نطق به التنزيل : * (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(٢) * والمؤمنون أنت ومن يليك ، وعمك العباس ينادي المنهزمين : يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ، حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة ، وتكفلت دونهم المعونة ، فعادوا آيسين من المثوبة ، راجين وعد الله تعالى بالتوبة ، وذلك قوله جل ذكره : * (ثُمَّ يَتُوبُ اللَّـهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ)(٣) * وأنت حائز درجة الصبر ، فائز بعظيم الأجر» :
اللغة : الرَّحب (بالفتح) : الواسع ، تقول : من بلد رحب ، وأرض رحبة (٤).
وَلّيتم : ولّى عن الشي : أعرض وابتعد عنه.
مدبرين : أدبر عنه : جعله وراءه (٥).
السكينة : قال بعضهم : السكينة : هي الرحمة ، وقيل : هي الطمأنينة ، وقيل : هي
__________________
(١) باختصار وتصرف عن : الإرشاد ٦٣ ، أيام العرب في الإسلام ١٠٩ ، البداية والنهاية ٤ / ٣٦٨ ، تاريخ الأمم والملوك ٢ / ٣٤٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٦٢ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٦١٠ ، سيرة النبي (ص) ٤ / ٨٩٥.
(٢) التوبة ٩ : ٢٥ ـ ٢٦.
(٣) التوبة ٩ : ٢٧.
(٤) الصحاح.
(٥) المنجد.