الوقار ، وما يسكن به الإنسان (١).
المؤونة : قال الفرّاء : هي مفعلة من الأين : وهو التعب والشدة (٢).
المعونة : المساعدة (٣).
حُنين : وادٍ بين مكة والطائف ، اشتبك فيه المسلمون مع هوازن بعد فتح مكة في شهر شوّال من السنة الثامنة للهجرة ، وسبب وقوع هذه المعركة ، أنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما خرج إلى فتح مكة لم يفصح عن الجهة التي يقصدها ، وسلك طريقا يموه فيه على الناس ، لأنَّه كان يريد أن يدخل مكة على حين غفلة من أهلها ، وكان يكره أن يقاتل فيها ، حفاظاً على حرمة الحرم ، فبلغت أخبار مسيره إلى الطائف ، وظنت هوازن أنَّه يريد غزوها ، فاستعدت لذلك ، وبقيت هوازن تترقب أخباره.
بلغت أخبار فتح مكة هوازن ، وسمعوا باستسلام أهلها بدون مقاومة ، وأنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مَنَّ عليهم ، ودخل أكثرهم في الإسلام ، فدخلهم لذلك رعب شديد ، وخافوا أن يغزوهم الجيش المنتصر ، فاجتمع أشرافهم ، وأشراف ثقيف ، وقرروا أن يغزوا جيش المسلمين في مكة قبل أن يغزوهم.
خرجت هوازن وثقيف بقيادة مالك بن عوف ، وكان رئيسهم يومذاك ، فأمرهم أن يصبحوا معهم النساء والصبيان ، وأن يسرقوا معهم الماشية ، ليدافعوا عن أعراضهم وأموالهم ، وساروا حتى نزولوا وادي حنين ، وكان عددهم يقدَّر بعشرين ألفاً.
بلغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خبر استعداد هوازن ، وخروجها لغزو مكة ، فأرسل عيناً
__________________
(١) لسان العرب.
(٢) الصحاح.
(٣) المنجد.