شيعتنا (١).
وعن ابن عباس في قوله : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) قال : يعني بـ «الذين يعلمون» : علياً وأهل بيته من بني هاشم ، و «الذين لا يعلمون» : بني أمية ، «وأولوا الألباب» : شيعتهم (٢).
وتقديم العالم على الجاهل ممّا يدل عليه الشرع المقدس ، ويؤيده العقل السليم ، لأنَّ العالم يهدي إلى سبيل الرشاد ، والجاهل يحتاج إلى من يهديه ، ويرشده ، قال عزوجل : (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(٣).
التسوية بين علي عليهالسلام وغيره :
لا مجال للتسوية بين الإمام علي عليهالسلام وبين غيره ، فهو ولي الأمر الذي نصبه الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر من الله عزوجل ، وهذه الولاية فرض على الأمة شهد بها الذكر الحكيم ، وبلّغها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي ممّا يُسأل عنه يوم القيامة ، فهي فريضة ملزمة لكل مسلم بدون استثناء ، فالصحابة بما فيهم الخلفاء ، ومن تبعهم على مرّ العصور ، وتتابع الدهور ، ملزمون بهذه الولاية ، لأنَّها من ضروريات الدين التي يُسأل عنها يوم القيامة ، ومن سوّى بين الإمام علي عليهالسلام ومن فرض الله تعالى طاعته عليه ، فقد رد على الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخالف الكتاب والسنة من حيث يريد ، أو لا يريد ، وهو بذلك يستحق اللعن.
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٥.
(٢) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٥.
(٣) يونس ١٠ : ٣٥.