العبارات المشابهة (١).
وقد روت كتب التاريخ مراجعات لعثمان ، كما روت إرجاع الصحابة : كعائشة ، وابن مسعود ، وأبو الدرداء ، وغيرهم إليه ، وأخذهم بقوله عند تضارب الأقوال.
كما سجل التاريخ على خصمه اللدود معاوية أنَّه كان يرسل الكتب إلى الكوفة ، إلى من يسأل له الإمام علياً عليهالسلام عمّا استعصى عليه من مسائل ، ويبعث بالجواب إليه.
سجل التأريخ للإمام علي عليهالسلام هذا ، وأكثر منه ، ولم يسجل عليه موقفاً واحداً احتاج فيه إلى أن يسأل أحداً في مسألة استعصت عليه ، وجهل الحكم فيها ، كما تحيّر غيره ، وبان جهله ، كما لم يسجل عليه أنَّه أخطأ حكم الكتاب والسنة ، كما أخطأ غيره وخالف ، ولا أصدر أحكاماً يناقض بعضها البعض الآخر في مسألة واحدة ، كما تجدد السؤال عنها ، كما فعل ذلك غيره.
يقول عليهالسلام : «أين الذين زعموا أنَّهم الراسخون في العلم دوننا ، أن رفعنا الله ، ووضعهم ، وأعطانا ، وحرمهم ، وأدخلنا ، وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إنَّ الأئمة من قريش ، غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم» (٢).
والآية الكريمة من الآيات التي فسرت في أهل البيت عليهمالسلام ، فعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في قول الله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ... الآية). قال : «الذين يعلمون» نحن «والذين لا يعلمون» عدونا (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)
__________________
(١) راجع كتاب : (قضاء أمير المؤمنين للتستري) ، وكتاب : (عجائب أحكام أمير المؤمنين للسيد محسن الأمين).
(٢) نهج البلاغة ٢ / ٢٧.