الشاك في علي عليهالسلام
«أشهد يا أمير المؤمنين أنَّ الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين ، وأنَّ العادل بك غيرك عاند «عادل» عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين ، وأكمله بولايتك يوم الغدير» :
اللغة : عاند عند ، يعند (بالكسر) ، عنوداً : أي خالف ، وردَّ الحق ، وهو يعرفه ، فهو عنيد ، وعاند ، والعاند : البعير الذي يجور عن الطريق ، ويعدل عن القصد (١).
للإمام علي عليهالسلام خصائص لا يشاركه فيها أحد من المسلمين ، وفضائله نص عليها متواتر الحديث ، وصحيحه ، فهو نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووصيه ، ووزيره ، وخليفته ، وباب علمه ، وحكمته ، وعيبة علمه ، ووارثه ، وأمينه على شرعه ، ووليه ، والحجة الذي فرضت على الأمة طاعته ، وولايته ... إلى غير ذلك من فضائله التي لا تحصى.
ودراسة سيرته العطرة تضيف إلى ما جاء به النقل الكثير من المزايا ، والمآثر ، والفضائل ، والذي يعطي هذه السيرة بعداً خاصاً يضفي عليها القداسة ، هو تفانيه في ذات الله تعالى ، وهو الذي تربى في حجر الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فانطبع به ، واقتفى أثره ، واحتذى مثاله ، وسار على هديه ... فسيرته سيرته وهديه هديه ، وفضائله فضائله ، ومآثره مآثره ، حيث لا مجال للتفريق بين الشخصين القدسيتين إلّا بالنبوة ، وما اختص به سيد الأنبياء.
فمن شك في الإمام علي عليهالسلام بعد معرفة مكانته من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما ثبت
__________________
(١) الصحاح.