ولي ربِّ العالمين
(وولي ربّ العالمين) :
اللغة : الوَلْي (١) القرب والدنو ، وَلِيّ الله : المطيع له ، والمؤمن : ولي الله : أي المعان بنصره ، أو الناصر لأوليائه ودينه ، وجمعه : أولياء الله : وهم الذين يطيعون الله ، فيبتعدون عن المعاصي ، ويترقبون إليه بالعبادة والزهد ، وترويض النفس بما يرضي الله.
والإمام علي عليهالسلام هو سيد أولياء الله تعالى ، وإمامهم ، لم يشرك به طرفة عين ، تربّى في حجر الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنشأ على التوحيد ، وكان أول الأمة إيماناً برسالته ، وتصديقاً لنبويته ، وأول من صلّى معه من الذكور ، تلقى تعاليم الدين ، وأحكامه ، وهو في مقتبل العمر ، فكان شديد الالتزام بها ، يتقيد بأوامرها ، ونواهيها في كل تصرفاته ، فكان بذلك أقواهم إيماناً ، وأشدهم يقيناً ، وأكثرهم عبادة ، وورعاً ، وزهداً ، وتقوى ، لم يحد عن النهج الإسلامي القويم قيد شعرة ، فبلغ بذلك درجة من الإيمان لم يبلغها غيره ، ومن كانت هذه سيرته فلا شك أنه ولي الله ، بل هو سيد أوليائه.
وقد شهد الذكر الحكيم للإمام علي عليهالسلام لبلوغه هذه الدرجة العظيمة من الإيمان ، في آيات عديدة فسِّرت فيه ، تشهد له بصدق الإيمان ، وتنعته بأسمى
__________________
(١) راجع الصحاح ، والقاموس المحيط ، والمنجد ، والفروق اللغوية.