الصراط المستقيم
«وأشهد أنَّك المعني بقول العزيز الرحيم : (وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)(١) ، ضلَّ والله وأضلَّ من اتبع سواك ، وعَنَد عن الحق من عاداك ، اللهم سمعنا لأمرك ، وأطعنا ، واتبعنا صراطك المستقيم ، فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلى طاعتك ، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك».
اللغة : عَنَدَ عند ، يعند (بالكسر) ، عنوداً : أي خالف ، وردَّ الحق ، وهو يعرفه. الزيغ : الميل ، زاغ ، يزغ ، زيغاً ، وزيغاناً ، وزيوغاً : مال ... وقوله تعالى : (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا): أي لا تملها عن الهدى والقصد ، ولا تضلنا (٢).
أخبر الإمام الهادي عليهالسلام بنزول هذه الآية الكريمة في جده الإمام المرتضى عليهالسلام ، وأنَّه المعني بالصراط المستقيم ، وكلامه في ذلك حجة ، لأنَّه عَلَمٌ من أعلام بيت النبوة عليهمالسلام الذين أودع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم علومه عندهم ، ولم أجد في حدود ما اطلعت عليه من المصادر السنية حديثاً في نزولها فيه ، ولكن روي تفسير الصراط المستقيم في سورة الفاتحة ، والصراط في آيات أخرى فيه ، كما جاء في الحديث النبوي الشريف وصفه بالصراط المستقيم ، وإليك نماذج من ذلك :
__________________
(١) الأنعام ٦ : ١٥٣.
(٢) لسان العرب.