قالت : امرأة من العرب ، وهذه من موالي!.
قال [الحرَث] : فتناول شيئاً من الأرض ، ثمَّ قال : قد قرأت ما بين اللوحين ، فما رأيت لولد إسماعيل على ولد إسحاق عليهماالسلام فضلاً ، ولا جناح بعوضة (١).
وموقفه الشهر مع أخيه عقيل عندما طلب منه أكثر ممّا يستحق ، يغني عن كل حديث ، وهو خير شاهد في مجال عدله ، وتسويته في العطاء.
العالم بحدود الله تعالى :
الإمام علي عليهالسلام أعلم هذه الأمة بعد الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا ما يتفق عليه المحققون من علماء المسلمين من جميع المذاهب ، وقد مرّ بنا في مواضع متعددة من هذا الشرح ما روي من السنة في أنَّه وارث علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنَّه مستودع علمه ، وعيبة علمه ، وما ثبت تأريخياً من رجوع الصحابة إليه ، وسؤالهم منه في ما أشكل عليهم من معرفته أحكام الدين ، وفهم الكتاب العزيز ، واختصاصه من بينهم بعدم حاجته إلى سؤال أحدٍ منهم ، وهذا يدل بوضوح على أنَّه الأعلم ، والمرجع الذي يحتاجه الجميع.
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يُرجع إليه الناس ليقضي بينهم ، ويؤيد ما يقضي به ، وقد ولّاه قضاء اليمن ، وشهد له بأنَّه أقضى الأمة ، فقال : «أقضى أمتي علي» (٢) ، وقال : «يا علي أخصمك بالنبوة ، ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ، ولا يحاجّك فيه أحد من قريش : اللهم أنت أولهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله
__________________
(١) أنساب الأشراف ١٤٠.
(٢) ذخائر العقبى ٨٣ ، فتح الباري ٨ / ١٢٧ ، كشف الغطاء ١ / ١٦٢ ، ينابيع المودة ٢ / ١٧٣.