عمار بن ياسر
«وعمار يجاهد ، وينادي بين الصفين : الرواح .. الرواح إلى الجنة ، ولمّا استسقى فسُقيَ اللبن ، كبَّر ، وقال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن ، وتقتلك الفئة الباغية ، فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله ، فعلى أبي العادية لعنة الله ، ولعنة ملائكته ، ورسله أجمعين» :
اللغة : ضَياح الضَياح (بالفتح) : اللبن الرقيق الممزوج (١).
ضمَّ جيش الإمام علي عليهالسلام في صفين جمع من خيار الصحابة من المهاجرين والأنصار ، وفيهم من البدريين ، ومن حضر بيعة الرضوان ، وذوي الفضل منهم ، ومن التابعين ، من أمثال : أبي أيوب الأنصاري ، وخزيمة بن ثابت (ذي الشهادتين) ، وعمار بن ياسر ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وأضرابهم ، بينما ضمَّ جيش معاوية المنافقين ، والمؤلفة قلوبهم ، ومن خرج في الحروب على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لغرض القضاء على الإسلام من أبناء الأحزاب ، وممن غرّر بهم معاوية ، أو أغراهم ، فباعوا دينهم ، لينالوا من دنيا معاوية ، ولم يكن في جيشه من أهل الدين والورع ، وهذا فارق كبير له أهميته في تقييم طرفي النزاع.
وعمار بن ياسر من السابقين إلى الإسلام ، تحمل الأذى في سبيل الله تعالى ، وشاهد أبويه وهما يلفظان أنفاسهما الأخيرة تحت وطأة تعذيب المشركين ، ولم
__________________
(١) الصحاح.