مكرُ الناكِثَين
«وإذ ما كَرَكَ الناكثان ، فقالا : نريد العمرة. فقلت لهما : لعَمْرَكُما ما تريدان العمرة ، ولكن تريدان الغدرة ، فأخذت البيعة عليهما ، وجددت الميثاق ، فجدّا في النفاق ، فلمّا نبهتهما على فعلهما أغفلا ، وعادا ، وما انتفعا ، وكان عاقبة أمرهما خسراً» :
اللغة : ما كَرَكَ المكر : احتيال ما يضمر.
الناكثان : نكث العهد ، ينكثه ، نكثاً : أي ينقضه بعد إحكامه ، ونكث البيعة (١).
أغفلا : أغفلت الشيء : إذا تركته على ذكر منك ، وتغافلت عنه (٢).
الفتنة وقبول الخلافة :
قُتل عثمان ، فبقيت الدولة الإسلامية بدون خليفة يدير شؤونها ، ولابد منم ملء هذا الفراغ ، باختيار رجل جدير ، يرتضيه الثوار ، ويتفق عليه معهم المهاجرون والأنصار ، باعتبارهم أهل الحل والعقد ، ولم يكن في الصحابة أحدٌ يمكن أن تجتمع عليه آراء الفريقين ، ليشغل هذا المنصب الخطير سوى إلّا بإعادة الحق إلى نصابه ، وتوليته زمام الأمور ، غير أنَّ هناك نفر من الصحابة كانوا غير راغبين
__________________
(١) كتاب العين.
(٢) الصحاح.