لا يبالي بما يترتب على ذلك من فساد.
توارث الخلافة من لا يعرف السنّة إلّا عندما يستغل أحكامها ، ليُبرر أعماله ، فيشتري ضمائر ذوي الأطماع لتأويلها ـ بام لا تحتمله من تأويل ـ خدمة لمصالحه ، فيتخذها ستاراً يخفي وراءه جرائمه ، حتى بلغ أمر الخلافة من الهبوط والإنحدار إلى أن يموت الخليفة ، فيبلغ نبأ وفاته ولي عهده ـ وكان بيده مصحفاً يقرؤ فيه ـ فخاطب المصحف قائلاً : (هذا فراق بيني وبينك) ... أجل ، لقد آن الوقت للفراق! لأنَّه عقد العزم على نبذ الكتاب ، ومخالفة أحكامه ، ولم تصل الخلافة إلى هذا الحضيض ، ولم تصبح تراثاً للطلقاء وأبنائهم ، إلّا بعد أن زويت عن الإمام علي ، وأهل البيت عليهمالسلام ، وحيل بينهم وبينها.
ولو كان الإمام علي عليهالسلام قد تسلم الخلافة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لسار على نهجه ، ولعمل بما أخذه عنه من علم ، ويتم بذلك إكمال المسيرة التي بدأها ، وبناء المجتمع الإسلامي بما يتناسب والنهوض به نحو آفاق المجد والرقي ، ولما كانت الدولة الإسلامية تتوسع كمّاً ، وتنكمش كيفاً ، بسبب إقصاء القائد المؤهل لتزعمها ولما سُلِّط على الأمة من عاث في الأرض فساداً ، فعطل الحدود والأحكام ، وتلاعب بمقدّراتها ، ولما تكونت طبقة تنعم على حساب الأمة ، فتسلب خيراتها ، ولما طمع بالولاية من ليست له كفاءة ، ولكان توسع الدولة الإسلامية على غير ما شهده التأريخ.
علي عليهالسلام وظالموه :
جعل الإسلام لكل إنسان حرمة ، بما هو إنسان ، وبغض النظر عن دينه ، ومنزلته الإجتماعية ، وجنسه ، وقوميته ... وما إلى ذلك مما تبتني عليه الفوارق بين