النبأ العظيم
(السلام عليك أيها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ، وعنه يسألون) :
روي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام في قوله عزوجل : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)(١) قال : «كان علي يقول لأصحابه : أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف فيَّ جميع الأمم بألسنتها ، والله ما لله نبأ أعظم منّي ، ولا لله آية أعظم منّي» (٢).
وفي رواية عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، «قال : أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله ، فقال : الأمر بعدك لمن؟ قال : لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى ، فأنزل الله : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ)يعني : يسألك أهل مكة عن خلافة علي : (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ): فمنهم المصدِّق ، ومنهم المكذب بولايته ، (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ)، وهو رد عليهم ، سيعرفون خلافته إنَّها حق ، إذ يسألون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميت في شرق ، ولا غرب ، ولا برٍّ ، ولا بحر إلّا ومنكر ونكير يسألانه ، يقولان للميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟ (٣)».
إختلف المسلمون منذ عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الإمام علي عليهالسلام ، واشتد هذا الاختلاف من بعده ، فبلغ ذروته ، واتخذ صوراً مختلفة على مدى العصور ، فالناس فيه : بين مغالٍ ، وبين مجحفٍ ، وبين معتدلٍ :
__________________
(١) النبأ ٨٧ : ١ ـ ٢.
(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٤١٧ بطرق عديدة.
(٣) شواهد التنزيل ٢ / ٤١٨.