أول المؤمنين
(السلام عليك يا أمير المؤمنين ، آمنت بالله وهم مشركون ، وصدَّقت بالحق وهم مكذبون) :
كانت عقيدة الشرك منتشرة في البلاد العربية قبل الإسلام ، وعليها الغالبية العظمى من الناس ، فلكل قبيلة صنم تتوجه إليه بالعبادة ، وتعتقد أنَّه يقربها إلى الله عزوجل زلفى ، والأصنام منصوبة على سطح الكعبة الشريفة ، تقدَّم لها القرابين ، وتبرم عندها العهود ، ويستقسم عندها بالأزلام ، وكانت إلى جانب الأغلبية من المشركين أقليات من ديانات أخرى ، بينها عدد قليل من الموحدين ، يعبدون الله تعالى على دين إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وممن اشتهر من هذه القلة : عبد المطلب ، وعبد الله ، وأبو طالب ، يقول ابن أبي الحديد : (فأما الذين ليسوا بمعطلة من العرب ، فالقليل منهم ، وهم المتألهون أصحاب الورع ، والتحرج عن القبائح ، كعبد الله ، وعبد المطلب ، وابنه أبي طالب ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وقس بن ساعدة الأيادي ، وعامر بن الظرف الغدواني ، وجماعة غير هؤلاء) (١).
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل البعثة يعبد الله عزوجل موحداً على دين أجداده ، وفي بيت ضمَّ هؤلاء الموحدين ، وقبل أن يسطع نور الإسلام على البسيطة بعشر سنين ولد الإمام علي عليهالسلام ، فتربى في حجر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث تولى كفالته ، لذا يقول عليهالسلام : «فإني ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة» (٢) ، إشارة إلى أنَّه ولد في
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٢٠.
(٢) نهج البلاغة ١ / ١٠٥.