الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(١).
وهذان الحديثان واضحي الدلالة على ما ذهب إليه الشيعة من إرادة ولاية التصرف من معنى الولي ، لنص الأول منهما بما تضمنه حديث الغدير ، ونص الثاني على أنَّ نزول الآية الكريمة كان استجابة لدعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بما دعا به موسى لأخيه هارون عليهماالسلام ، فولاية علي عليهالسلام في أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كولاية هارون في أمة موسى عليهماالسلام ، ولا شك أنّ ولاية هارون عليهالسلام كانت ولاية تصرف ، لأنَّه كان نبياً ، والذي يفهم من نص حديث المنزلة أنَّ ما لهارون عليهالسلام ثابت لعلي عليهالسلام باستثناء النبوة (٢).
والآية الثانية بينت فضل من يلتزم بالولاية التي نصت عليها الآية السابقة لها ، وهي ولاية الإمام علي عليهالسلام الذي تصدَّق بخاتمه حال الركوع ، فوضت الآية الكريمة الذين يتولونه بأنَّهم حزب الله ، وما ذلك إلّا لأنَّهم أطاعوا الله عزوجل ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في التزامهم بولاية الإمام علي عليهالسلام ، وهي الولاية المتفرعة عن ولايتهما ، والمتممة لها ، ولم تمل بهم الأهواء ، ولم تؤثر فيهم نزعات الجاهلية ، بل آثروا أوامر الله تعالى ، والتزموا بها ، ولهذا الإلتزام ، ولما تمسكوا به من أوامر الكتاب العزيز ، والسنة النبوية الشريفة ، تحقق لهم وعد الله تعالى بالنصر والغلبة.
إقرار ودعاء :
بعد أن استعرض الإمام علي الهادي عليهالسلام بعض آيات الذكر الحكيم التي نزلت في جده المرتضى عليهالسلام ، إنتقل إلى الدعاء ، فاقتبس من أدعية القرآن الكريم آيتين
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ / ٢٣٠ ، نظم درر السمطين ٨٧.
(٢) راجع للمؤلف كتاب حديث المنزلة ، موضوع : (دلالة حديث المنزلة) ص ٦١.