تلائمان غرضه.
تضمنت الآية الأولى الإقرار بما أنزل الله تعالى ، والإيمان به ، والإلتزام باتباع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل ما جاء به من عند الله عزوجل ، ويشمل ذلك ما مرَّ من جهاد المرتدين ، ومن الولاية للإمام علي عليهالسلام التي نزل بها الذكر ، وأكدتها السنة في مواقف عديدة ، والدعاء إلى العلي القدير أن يجعلنا من الشاهدين ، بالإيمان بما أنزل الله تعالى ، والشاهدين للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بما بلّغ ، ثم الشهادة على من خالف ذلك من الأمة بأنَّه لم يطع الله عزوجل ورسوله فيما أمر به ، بعد التبليغ ، وقيام الحجة بالدليل.
وقد تضمنت الآية الثانية الدعاء ، والإبتهال إلى الله تعالى بأن يثبتنا على ما اعتقدنا به ممّا جاء في الكتاب والسنة ، بما فيه اختصاص الإمام علي عليهالسلام بقتال المرتدين ، وولايته للأمة ، وأن يشملنا بتوفيقه ، كي لا نتبع الأهواء بمخالفة ما جاء فيهما ، فتزيغ قلوبنا ، ونميل عن الإيمان ، ونحيد عن الطريق القويم.
والله عزوجل لا يزيغ قلب أحد عن الهداية ، ثمَّ يعاقبه على ميله عن الهدى ، فقلب الإنسان يزيغ إذا اتبع هواه ، وأعطى قياده للشيطان ، واتبع وساوسه ، وبذلك يحرم نفسه من توفيق الله تعالى ، ويزيغ قلبه ، فالدعاء هنا طلب للمساعدة على الثبات ، وطلب الرحمة من الوهّاب الذي لا نفاد لعطائه.
لا شك أنَّ كل ما جاء به النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم هو حق ينبئ عن إرادة الله تعالى ، والتبليغ بها ، لأنَّه : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)، ومن ذلك ما أخبر به عن نزول هذه الآيات الكريمة في الإمام علي عليهالسلام ، وما بلَّغ به الأمة من فرض ولايته على كل مؤمن ، فمن عارض الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك ، ولم يذعن لما أمر به ، فهو راد على الله تعالى ، معارض لما أمر به ، وفرضه على عباده ، وحائد عن الحق الذي جاءت به الشريعة ، وبذلك يستحق اللعن.