وبهذا المعنى جاءت الرواية عن أبي سعيد الخدري (١) ، وعن عبد الله بن مسعود (٢) ، وعن أم المؤمنين أم سلمة (٣) ، وعن عمار بن ياسر (٤) ، وعن عبد الله بن عباس (٥) ، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري (٦).
عداء مع الله تعالى :
لاشك أنَّ من عادى الإمام علياً عليهالسلام ، فهو عدو لله عزوجل ، وجاحد للرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنَّه نفسه بنص الكتاب العزيز ، وقد تواتر النقل عنه في وجوب حبِّه ، وفرض ولايته ، والنهي عن بغضه ، ونصب العداء له ، كما تواتر النقل عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّه قال في غدير خم : «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وثمَّت ملحوظة هامة ، هي نافلة القول في هذا المجال ، فالذين أعلنوا العداء للإمام علي عليهالسلام ، وشنّوا عليه الحرب ، لم ينقموا عليه إلّا جهاده ، وتقواه ، والتزامه طريق الحق الذي رسمه الدين الإسلامي الحنيف ، فكان عداؤهم له لأنَّه يحملهم على الحق ، ويطبق سنن العدل ، وإن تضاربت معها مصالح المنتفعين على حساب الغير ، وأهواء المبطلين ؛ ولذا فإنَّ نقمة أعداء الإمام علي عليهالسلام لم تكن لدوافع شخصية بحتة ، بل هي نقمة وعداء لما جاء به الدين الحنيف ، من أسس العدل ، وهي
__________________
(١) أسد ال غابة ٤ / ٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٣٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٧١ ، المناقب ١٩٠.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٦٨ ، مجمع الزوائد ٦ / ٢٣٥ ، المعجم الأوسط ٩ / ١٦٥ ، المعجم الكبير ١٠ / ٩١ ، المناقب ١٩٠.
(٣) البداية والنهاية ٧ / ٣٣٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٧١ ، المناقب ٨٧.
(٤) سيأتي الحديث عن رواية عمار وما روي عن النبي (ص) في شأنه في محله من الزيارة.
(٥) كفاية الطالب ١٦٧.
(٦) الدر المنثور ٦ / ١٨.