حمزة بن عبد المطلب الذي استشهد في أحد ، وابن عمه عبيدة الذي استشهد في بدر ، وبقي هو ينتظر الشهادة ، وقد أخبره أخوه المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنَّه سيستشهد ، وبيَّن له كيفية استشهاده ، فكان يخاطب أهل العراق متضجراً : «يا أهل العراق ، لوددت أن لو قد انبعث أشقاها ، فخضب هذه من هذا» (١) ، وفي قوله عليهالسلام : (أشقاها) إشارة إلى ما صح من الحديث النبوي الشريف في وصف قاتله بأنَّه : «أشقى الآخرين ، وأنَّه أشقى الأمة» ، والأحاديث المروية في ذلك كثيرة ، نذكر منها :
ما رواه الإمام علي عليهالسلام ، قال : «أخبرني الصادق المصدوق : أنَّي لا أموت حتى اُضرب على هذه ـ وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر ـ فتخضب هذه منها بدم ـ وأخذ بلحيته ، ـ وقال لي : يقتلك أشقى هذه الأمة» (٢).
وروى عثمان بن صهيب ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : «من أشقى الأولين؟. قال : عاقر الناقة. قال : صدقت. قال : فمن أشقى الآخرين؟. قال : قلت : لا أعلم يا رسول الله. قال : الذي يضربك على هذه ـ وأشار بيده إلى يافوخه ـ (٣)».
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢ / ٤٢٦ ، وقد روي هذا الحديث بألفاظ مختلفة في : تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٣٨ ، مسند أحمد ١ / ١٣٠.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٤٣ بطرق عديدة.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٤٦ ، وفي ص ٥٥١ منه رواية عن جابر بن سمرة ، وفي ينابيع المودة ٢ / ١٩٩ رواية عن الإمام علي (ع).