«أنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت يعسوب المؤمنين» (١) ، وفي حديث جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله جعل علياً ، وزوجته ، وأبناءه حجج الله على خلقه ، وهم أبواب العلم في أمتي ، من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم» (٢).
وسيرة الإمام علي عليهالسلام تعطينا خير دليل على صحة ما جاء في هذه الأحاديث ، لاقتفائه أثر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في تطبيق أحكام الشريعة الغراء وآدابها : قولاً ، وفعلاً ، وتقريراً كما أنَّ عصمته ، وما تقتضيه من كونه حجة الله تعالى على العباد ، وما جاء من النص على التمسك بولايته ، وخلافته يؤيد كونه الصراط المستقيم ، لأنَّه يقتضي وجوب طاعته ، وأنَّ الإقتداء به ، والسير على هديه اقتداء بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وطاعة لله ورسوله. ومن البديهي أنَّ اتباع الجاهل ، وتقديمه على العالم ضلال ، لأنَّ العالم يرشد إلى طريق الصواب ، بخلاف الجاهل الذي لا يعرف طريق الرشد ليهدي إليه ، كما أنَّ تقديم غير المعصوم على المعصوم ومتابعته ضلال ؛ لأنَّ من لا عصمة له لا يُؤمَن تورطه بالمعاصي ، والإقتداء به في معاصيه ضلال.
وبما أنَّ الإمام علياً عليهالسلام باب علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد نصَّ الذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة على عصمته ، فمن تمسك بولايته ، وتابعه أمن من الضلال ، واتبع الهدى ، ولزم الصراط المستقيم ، ومن أبى التمسك بولايته ومتابعته ، فقد خالف الله عزوجل ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وضل بمخالفته لهما ، وتقديمه الجاهل على العالم ، وغير المعصوم العاصي على المعصوم الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا ،
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ / ٧٦.
(٢) شواهد التنزيل ١ / ٧٦.