مولى المسلمين ، وأولى بهم من أنفسهم ، والذي دلت النصوص على عصمته ، وقد جسّدت سيرته العملية عصمته ، وأيدت ما دلّت عليه النصوص ، إذ لم يستطع أحد من أعدائه أن يتهمه بمخالفة للشريعة الحقة ، ويأتي على ذلك بدليل ، ولذا نرى معاوية ، وابن العاص ، لم يجدا وسيلة سوى اتهامه بإيواء قتلة عثمان ، وعدم إقامة الحد عليهم ، والإفتراءات عليه بذلك.
وقد نهج أصحاب الجمل نفس النهج ، واستند الخوارج إلى حجة واهية ، فاتهموه بالكفر لقبوله التحكيم في صفين ، الأمر الذي هم أجبروه عليه ، وهكذا كل ما لفق على الإمام علي عليهالسلام يظهر بطلانه من أول نظرة فاحصة.
والأدلة على عصمة الإمام علي عليهالسلام من الكتاب والسنة كثيرة ، إليك بعضها :
أولاً : من القرآن الكريم «آية التطهير» : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(١).
هذه الآية الكريمة نزلت في النبي المصطفى ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام ، وقد تظافرت الروايات ، واستفاض النقل من الفريقين على نزولها فيهم ، حتى بلغ حد التواتر ، بل تجاوز الحد المعتبر في التواتر.
وقد نصت الروايات على أنَّ الآية نزلت في بيت أم سلمة ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جمعهم تحت كساء في بيت أم سلمة عدة مرات ، وقد سألته أم سلمة : هل أنَّها من أهل البيت؟ فقال لها : إنَّك على خير ، إنَّك من أزواج النبي ، وتنص الروايات أنَّه أجاب عائشة بذلك عندما سألته نفس السؤال ، وقد رأته جمعهم تحت كساء ، وقرأ الآية الكريمة كما كرر صلىاللهعليهوآلهوسلم جمعهم تحت الكساء ، وطبق الآية عليهم في داره مراراً ، مرة منها في بيت عائشة ، ومرة في بيت فاطمة عليهاالسلام ، وعندما سأله مولاه
__________________
(١) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.