ليحتضن السلام في نفسه مع الله ومع الناس ومع الحياة باعتبارها قيمة روحية اجتماعية كبيرة.
(الْمُؤْمِنُ) الذي يمنح الأمن من رحمته ولطفه ، (الْمُهَيْمِنُ) المسيطر على الأمر كله في ما توحي به الكلمة من شمولية السلطة والتدبير والقدرة ، (الْعَزِيزُ) الغالب الذي لا يغلبه شيء ، والمالك لما لا يملكه غيره من دون عكس ، (الْجَبَّارُ) الذي يتميّز بالجبروت ، الذي تنفذ إرادته ويجبر غيره على ما يشاء .. (الْمُتَكَبِّرُ) الذي ارتدى رداء الكبرياء الذي لا يملك أحد أن يرتديه. (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) فهو المنزه عن كل ند ونظير وشبيه ، لأنه الذي يتميز بالعلوّ عن كل شيء.
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ) الذي قدر كل شيء وأبدعه ، (الْبارِئُ) الذي برأ كل شيء وأخرجه من العدم ، فمنه كان الوجود كله ، وله الخلق كله ، (الْمُصَوِّرُ) الذي أبدع صورة الأشياء في ملامحها المتنوعة التي تمثل الجمال كله ، والإبداع كله ، والقدرة العظيمة من خلال التمايز في الملامح والأشكال ، بحيث أعطى كلّ شيء شخصيته الخاصة المميزة ، على أساس اختلاف الصورة التي صنعها من غير مثال.
وإذا كانت تلك الصفات متعددة في مفهومها ، فليس معنى ذلك أنها متعددة في حقيقتها ، فإن الخلق والبرء والتصوير تنطلق في طبيعة واحدة تجتمع فيها هذه المعاني في وجود واحد.
(لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) التي تملك الحسن في ذاتها ، بعيدا عن انفعال الآخرين بها ، وتضيء للناس الآفاق الطيّبة الطاهرة الجميلة الرائعة التي توحي لهم بكل معنى طيب طاهر جميل رائع ، في ما يستوحونه من صفات الله في إيحاءاتهم الروحية والعملية.
(يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من المخلوقات الكثيرة التي تحدّق بكل