عمرو بن أمية الضمري ، أطلقه بعد ما جزّ ناصيته ، فخرج عمرو ونزل معه رجلان من بني عامر في ظل شجرة ، وكان معهما عقد وجوار من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يعلم به عمرو ، فلما ناما ، قتلهما بمن قتله بنو عامر عند بئر معونة ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عزم على أن يديهما ، فانطلق إلى بني النضير يستلفهم في ديتهما ومعه نفر من أصحابه ، فقالوا : نعم يا أبا القاسم ، وجلس إلى جدار من بيوتهم وتأمروا على قتله ، فقالوا : نعم يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة يقتله بها ويريحنا منه ، ونهاهم سلام بن مشكم ، وقال : ليخبرن بما هممتم به ، وأنه نقض للعهد ، فلم يقبلوا ، فانتدب لذلك رجل وصعد ليلقي الصخرة ، فجاءه صلىاللهعليهوآلهوسلم الوحي بذلك ، فنهض سريعا كأنه يريد حاجة ، فتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه فقالوا : قمت ولم نشعر ، قال : همت يهود بالغدر وأخبرني الله بذلك فقمت ، وأرسل إليهم محمد بن مسلمة فقال : اذهب إلى يهود فقل لهم : اخرجوا من بلدي فلا تساكنوني ، وقد هممتم بما هممتم به من الغدر وقد أجلتكم عشرا فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه ، فقالوا : نتحمل ، فأرسل إليهم عبد الله بن أبي ابن سلول : لا تفعلوا ، فإن معي من العرب ومن قومي ألفين يدخلون معكم وقريظة وحلفاؤكم من غطفان يدخلون معكم ، فطمع حيي بن أخطب سيد بني النضير في ذلك ، ونهاه سلام ابن مشكم أحد رؤسائهم ، وقال : إن ابن أبيّ يريد أن يورطكم في الهلكة ، ويجلس في بيته ، ألا تراه وعد بني قينقاع مثل ما وعدكم ، وهم حلفاؤه ، فلم يف لهم ، فكيف يفي لنا ونحن حلفاء الأوس؟ فلم يقبل حيي وأرسل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك ، فكبّر صلىاللهعليهوآلهوسلم وكبّر المسلمون وقال : حاربت يهود ، وتجهز لحربهم واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وكان أعمى ، وأعطى رايته علي بن أبي طالب عليهالسلام ، واعتزلتهم قريظة ، فلم تعنهم ، وخذلهم ابن أبيّ وحلفاؤهم من غطفان ، وسار صلىاللهعليهوآلهوسلم بالناس ، حتى نزل فصلى بهم العصر بفنائهم وقد تحصنوا ، وقاموا على