[٦١] [أخبرنا أبو أحمد (١) الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن رجاله] (٢) أن أول من آمن برسول الله خديجة بنت خويلد (٣) ، ثم علي بن أبي طالب عليهالسلام فكان أول ذكر آمن به وصلّى معه وصدق بما جاء به من عند الله ، ثم أسلم زيد بن حارثة.
[سبب إسلام حمزة]
فلما نادى رسول الله قومه بالإسلام وصدع به حتى ذكر آلهتهم وعابها ، مرّ أبو جهل بن هشام برسول الله وهو جالس عند الصفا فآذاه وشتمه ، فلم يكلمه صلىاللهعليهوآلهوسلم ومولاة لعبد الله بن جدعان (٤) في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك ، ثم انصرف عنه ، فعمد إلى نادي قريش (٥) عند الكعبة فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشّحا (٦) قوسه راجعا من قنص له ، وكان صاحب قنص (٧) يرميه ويخرج له ، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالبيت (٨) ، وإذا فعل ذلك لم يمر على نادي من قريش الّا وقف وسلّم وتحدث معهم ، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة (٩) ، فلما مرّ بالمولاة ، وقد قام رسول الله ورجع إلى بيته ، قالت له : يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا قبيل أن تأتي من أبي الحكم بن هشام ، وجده هاهنا جالسا فسبّه وآذاه ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد ، فاحتمل الغضب ، وخرج
__________________
(١) نهاية الصفحة [٦٥ ـ أ].
(٢) في (ج ، ب) : أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن رجاله عن محمد بن إسحاق عن رجاله ، وفي (أ، د) : أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن رجاله. وقد أثبتنا السند.
(٣) الخبر أخرجه الطبري في ذخائر العقبى ص (١٧٧).
(٤) هو عبد الله بن جدعان بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
(٥) نادي قريش : النادي : هو مجلس القوم.
(٦) متوشحا : أي متقلدا ، وهو مجاز تقول : توشح بثوبه ، وبنجاده ، وخرج متوشحا بسيفه ومتشحا به.
(٧) أي صاحب هواية في الصيد.
(٨) في (ب) : بالكعبة.
(٩) شكيمة : أي ذا حد وعارضة.