والله من مالي يوفي النذر |
|
عفوا ولم يشمت عيونا خزرا |
بالواضح الوجه المغشي بدرا |
|
فالحمد لله الأجل شكرا |
أعطاني البيض بني زهرا |
|
ثم كفاني في الأمور أمرا |
قد كان أشجاني وهدّ الظهرا |
|
فلست والبيت المغطى سترا |
ما دمت حيا أو أزور القبرا |
ثم قربت الإبل ، وهي مائة بعير من خيار إبل عبد المطلب ، فنحرت كلها فداء لعبد الله ثم تركت مواضعها لا يصد عنها أحد ، ينتابها من دب ودرج ، فجرت السنة في الدية مائة من الإبل إلى يومنا هذا (١) ، وانصرف عبد المطلب بابنه عبد الله فرحا مسرورا ، وقد فرج الله عنه كل هم ، وفي ذلك يقول (٢) :
الحمد للخالق للعباد |
|
لما رأى جدي واجتهادي |
وأنني موفيه للميعاد |
|
فرج عني كربة الفؤاد |
ونال مني فدية المفادي |
|
فاديت عبد الله من تلادي |
بمائة كهضب الأوتاد |
|
وراج عبد الله في الإبراد |
يغيظ أعدائي من الحساد |
|
«نجيته من كرب شداد» (٣) |
إن البنين فلذ الأكباد |
وكان (٤) عبد الله يعرف بالذبيح فهو حيث قال رسول الله : «أنا ابن الذبيحين» يعني إسماعيل بن إبراهيم وأباه عبد الله (٥).
__________________
(١) قال السيوطي في خصائصه نقلا عن ابن سعد عن ابن عباس : «وكان عبد المطلب ، أول من سن دية النفس ، مائة من الإبل فجرت في قريش ، والعرب وأقرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، الخصائص (١ / ٤٥) والأشعار التي قيلت في قصة نذر عبد المطلب قال فيها ابن هشام : وبين أضعاف هذا الحديث رجز لم يصح عندنا عن أحد من أهل العلم بالشعر ، سيرة ابن هشام (١ / ١٦٤) ، ولم نقف على هذا القول في الموجود لدينا من سيرة ابن إسحاق.
(٢) نهاية الصفحة [٧٦ ـ أ].
(٣) ساقط في (أ).
(٤) في (أ) : فكان.
(٥) انظر السيرة الحلبية (١ / ٣٥ ـ ٣٨) ، المواهب اللدنية (١ / ١٧ ، ١٨) ، السيرة النبوية لدحلان ط دار المعرفة (١ / ١٦) ، البداية والنهاية (٢ / ٢٤٤) وما بعدها ، تاريخ الخميس (١ / ٥٩ ، ١٣٩) ، مفاتيح الغيب (٢٥ / ١٥٣) ، صحيح السيرة النبوية (٢ / ٤٢ ـ ٤٧) ، دلائل النبوة (١ / ٩٣ ـ ١٠١) ، البدء والتاريخ (٤ / ١١٣) وما بعدها.