وكان شريكه في كل أمره ، وكان أولى الناس بمقامه ، وفي ذلك ما يقول موسى عليهالسلام حين سأله ذا الجلال والإكرام فقال : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ، هارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ، إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) [طه : ٢٩ ـ ٣٥] ، فقال سبحانه : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) [طه : ٣٦] ، انتهى.
وهو كذلك متواتر معلوم ، قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليهالسلام : فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسنادا من غير رواية الشيعة وأهل البيت.
وقال الحاكم الحسكاني : هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول : خرجته بخمسة آلاف إسناد. ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد ، ومسلم من فوق سبع طرق ، ورواه البخاري ، وعلى الجملة الأمر كما قال الإمام الحجة عبد الله بن حمزة عليهالسلام ، والخبر مما علم ضرورة انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري : واستدل بحديث المنزلة على استحقاق علي رضي الله عنه للخلافة دون من الصحابة.
وقال الطيّبي : معنى الحديث تتصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى ، وفيه تشبيه مبهم ، بينه بقوله : إلا أنه لا نبي بعدي ، فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة ، بل من جهة ما دونها ، هو الخلافة ... إلخ.
وقال ابن حجر المكي في شرح قول صاحب الهمزية :
ووزير ابن عمه في المعالي |
|
ومن الأهل تسعد الوزراء |
ما لفظه : وقد وردت فيه بمعناها على وجه أبلغ من لفظها ، وهو قوله عليهالسلام : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ، فإن هذه الوزارة المستفادة من هذا أخص من مطلق الوزارة ، ومن ثمة أخذ منها الشيعة أنها تفيد النص أنه الخليفة بعده ، وهو كذلك ، ثم ذكر ما يؤيد هذا الوزارة الخاصة من أن النبي آخاه دون غيره ، وأرسله مؤديا لبراءة واستخلفه بمكة عند الهجرة ،