ثم ذكر الوجه الذي هو عنده مانع من النص على الخلافة ، وهو موت هارون في حياة موسى ... إلخ. وهو لا يفيد ما ذكره ، إذ قد ثبت الاستحقاق ، ولا يبطله موته قبله وذلك واضح ، وكفى في الرد قوله : إلا أنه لا نبي بعدي.
ومن انقاد لحكم الضرورة ، وسلّم لقضاء الفطرة ، علم ما عنى الله ورسوله بهذه الآيات الربانية ، والأخبار النبوية ، وقد قرر الأئمة الهداة ، الدلالات فيها بما لا مزيد عليه ، وقد وردت النصوص المتطابقة على لسان سيد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وإمام المتقين ، وأنه أخوه ووصيه ووزيره ووارثه ، وولي كل مؤمن من بعده ، وباب مدينة علمه ، وعيبة علمه ، ودار الحكمة ، وراية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام الأولياء ، وأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المنذر وهو الهادي به يهتدي المهتدون من بعده ، وأن أذنه الأذن الواعية ، وأنه لو كان من بعده نبي لكان إياه ، وأنه الأنزع البطين ، وأنه لا يجبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، وأنه خلق من نوره ومن شجرته ، وأنه أول من آمن به ، وأول من يصافحه ، وأنه المؤدي دينه ، ومنجز وعده ، والمقاتل على سنته ، والمقاتل على تأويل القرآن كما قاتل على تنزيله ، وقاتل الناكثين والقاسطين ، والمارقين ، وباب مدينة علمه ، وأن الحق معه ، والحق على لسانه ، والقرآن معه وهو مع القرآن ، وأنه المسمع لهم صوته ، والهادي لمن اتبعه ، وأن من اعتصم به أخذ بحبل الله ومن تركه مرق من دين الله ومن تخلف عنه محقه الله ، ومن ترك ولايته أضله الله ، ومن أخذ بولايته هداه الله ، ومن فارقه فارق الرسول ومن فارقه فارق الله ، وأن حربه حربه ، وسلمه سلمه ، وسره سره ، وعلانيته علانيته ، ومن أحبه أحبه ، ومن أبغضه أبغضه ، ومن سبه فقد سبه ، وأن طاعة علي طاعة الرسول وطاعته طاعة الله ، وأنه لا يرد عن هدى ، ولا يدل على ردى ، وباب الرسول الذي يؤتى منه ، والمبين للأمة ما اختلفوا فيه ، وما أرسل به وأن الله يثبت لسانه ويهدي قلبه ، وأن من أحب أن يحيا حياة رسول الله ويموت مماته ويدخل الجنة التي وعده ربه فليتول عليا وذريته من بعده ، وأنه أولهم إيمانا بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية ، وأنه أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما ، وأنه