في أربعة آلاف ، فورد عليه كتاب ابن زياد يسيرة إلى محاربة الحسين ، حتى إذا فرغ منه سار إلى ولايته فاستعفاه ، فقال له : إما أن تسير (١) إلى محاربته أو ترد علينا عهدنا.
فجعل يتقلقل ويقول :
ووالله ما أدري وإني لواقف (٢) |
|
ومهما يكن من حادث سيبين |
أأترك ملك الري والري رغبة |
|
أم أرجع مذموما بقتل حسين |
وفي قتله النار التي ليس دونها |
|
حجاب وملك الري قرة عين |
وغلب عليه الشقاء ، فسار إلى قتله ونزل بنينوى على شط الفرات ، وأرسل إلى الحسين عليهالسلام بكتاب ابن زياد ، ثم كتب بجواب الحسين ، فكتب إليه مع شمر بن ذي الجوشن أني لم أبعثك لتكف عن الحسين وتمنيه البقاء والعافية ، فإن نزل على حكم أمير المؤمنين (٣) واستسلم فذلك ، وإلّا فاقتله وأوطئ الخيل صدره وظهره (٤) ، فإن أنت أبيت فاعتزل وخل بين شمر وبين العسكر ، فقد أمرناه بأمرنا والسلام (٥).
قال : وخرج ابن زياد حتى عسكر بالنخيلة وبعث الحصين بن تميم إلى عمر بن سعد
__________________
(١) في (أ، ب ، د) : إما تسير.
(٢) وشطر البيت الأول في بعض مصادرنا هكذا :
أفكر في أمري على خطرين
(٣) في (أ) : إن نزل على حكمي.
(٤) في (ب) : ظهره وبطنه.
(٥) في تاريخ الطبري صيغة الكتاب الذي كتبه عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد كالتالي (أما بعد فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعا ، فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلى سلمان وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون فإن قتل حسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنه عاق مشاق قاطع ظلوم وليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا ، ولكن على قول لو قد قتلته فعلت هذا به إن أنت قضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخل بين شمر بن ذي الجوشن ، وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام ، تاريخ الطبري (٤ / ٣١٤) ، وانظر المقاتل ص (١١٤).