[١٩٠] أخبرنا (١) ابن سنبذا ، بإسناده عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أن الحسين لما قتل أخذ رأسه رجل من أهل الشام ، فأتى به ابن زياد (لعنه الله) فوضعه بين يديه وجعل يقول (٢) :
أوقر ركابي فضة وذهبا |
|
فقد قتلت الملك المحجبا |
قتلت خير الناس أما وأبا |
|
وخيرهم إن ينسبون نسبا (٣) |
فقيل له : قد علمت أنه خير الناس أما وأبا فلم قتلته؟ فأمر بقتله غيظا عليه لقوله ومدحه الحسين عليهالسلام (٤).
__________________
(١) السند هو : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن شنبذين قال : حدثنا عمرو بن ثور ، قال : حدثنا الفريابي قال : حدثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه.
(٢) في ابن الأثير (٤ / ٣٥) ، والطبري (٤ / ٣٤٧) ، أن سنان بن أنس قاتل الحسين قال هذه الأبيات عند ما ـ أقبل ووقف على باب عمر بن سعد بن أبي وقاص إذ نادى بأعلى صوته وكان شجاعا شاعرا ، فقال عمر بن سعد بعد سماعه الأبيات : أشهد أنك لمجنون ما صحوت قط أدخلوه علي فلما أدخل حذفه بالقضيب ثم قال مجنون أتتكلم بهذا الكلام أما والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك. وفي مقاتل الطالبيين (... لما أدخلوا على يزيد ـ لعنه الله ـ أقبل قاتل الحسين بن علي يقول وساق الأبيات ، ثم قال وضع الرأس بين يدي يزيد (لعنه الله) في طشت فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول :
نفلق هاما في رجال أعزة |
|
علينا وهم كانوا أعق وأظلما |
وقد قيل : إن ابن زياد (لعنه الله) فعل ذلك ، وقيل : إنه تمثل أيضا ، والرأس بين يديه بقول عبد الله بن الزبعرى :
ليت أشياخى ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القوم من أشياخهم |
|
وعد لنا ببدر فاعتزل |
انظر : تاريخ الطبري (٤ / ٣٤٧ ، ٣٥٢) ، تاريخ ابن الأثير (٤ / ٣٥ ، ٣٧) ، العقد الفريد (١٣١٤ ه) (١ / ١٩٣) ، الإرشاد (٢٢٤) وما بعدها ، والاستيعاب (١ / ٤٤٣) ، الحيوان (٥ / ٥٦٤) ، سيرة ابن هشام (٣ / ١٤٤) ، مقاتل الطالبيين ص (١١٩) ، سير أعلام النبلاء (٣ / ٣٠٩) ، ترجمة الإمام الحسين ، والبيت الذي ذكره اليزيد (لعنه الله) (نفلق هاما).
هو للحصين بن الحمام بن ربيعة المري الذبياني شاعر فارسي جاهلي كان سيد بني سهم بن مرة ، ويلقب مانع القيم ، هو ممن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية والبيت قصيدة مطلعها :
جزى الله أفناء العشيرة كلها |
|
برارة موضوع عقوقا وقائما |
وهي من المفضليات ص (٦٤ ـ ٦٩) ، وفي الفتوح (٥ / ٢٢١) : وأرسل عمر بن سعد بالرأس إلى عبيد الله بن زياد فجاءه الرجل بالرأس واسمه بشير بن مالك حتى وضع الرأس بين يديه ، وجعل يقول :
املأ ركابي فضة وذهبا |
|
أنا قتلت الملك المحجبا |
ومن يصلى القبلتين في الصبا |
|
وخيرهم إذ يذكرون النسبا |
قتلت خير الناس أما وأبا |
قال : فغضب عبد الله بن زياد من قوله ثم قال : إذا علمت أنه كذلك فلم قتله؟ قال : والله لا نلت مني خيرا ، ولا لحقتك به ، ثم قدمه وضرب عنقه.
(٣) عجز البيت ساقط في (أ، د).
(٤) انظر سير أعلام النبلاء (٣ / ٣٠٩) ، والطبراني (٢٨٤٦) ، مجمع الزوائد (٩ / ١٩٣).