يحيى بن زيد عليهماالسلام (١) إلى خراسان ، فبعث نصر بن سيار إلى عقيل بن معقل الليثي (٢) يأمره «بأخذ» (٣) الحريش فيزهق نفسه أو يدفع إليه يحيى بن زيد عليهالسلام (٤).
فبعث عقيل إلى الحريش (٥) رحمهالله تعالى فسأله عن يحيى ، فقال : لا علم لي به.
فجلده ستمائة سوط ، فقال له الحريش رحمهالله «والله» (٦) لو كان تحت قدمي ما رفعتهما لك عنه ، فاقض ما أنت قاض ، فقال قريش بن الحريش لما رأى ما فعل عقيل بأبيه وخاف عليه القتل : لا تقتل أبي وأنا أدلك (٧) على طلبك (٨) ، فأرسل معه (٩) رسلا فدلهم على يحيى بن زيد وهو في جوف بيت ، فأخذوا معه يزيد بن عمرو والفضل مولى عبد القيس (١٠) ، كان أقبل (١١)
__________________
(١) نهاية الصفحة [٢٢٤ ـ أ].
(٢) هو : عقيل بن معقل الليثي ، عامل بلخ من قبل نصر بن سيّار صاحب خراسان ـ السالف الذكر ـ له مواقف سيئة مع صاحب الترجمة ـ يحيى بن زيد ـ انظر : الكامل لابن الأثير (٤ / ٢٣٨) ، مقاتل الطالبيين (١٤٧) ، تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٦) ، ومنه عقيل بن معقل العجلي ، وهذه الرواية في الطبري بنفس ما هنا.
(٣) ساقط في (ب).
(٤) تفاصيل ذلك أن يوسف كتب إلى نصر بن سيّار حين أخبر أن يحيى بن زيد نازل بها فقال له : ابعث إلى الحريش حتى يأخذ بيحيى أشد الأخذ ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل الليثي وهو عامله على بلخ ، أن يأخذ الحريش فلا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد ، فدعا به فضربه ستمائة سوط. وقال والله لأزهقن نفسك أو تأتيني به ، انظر : مقاتل الطالبيين (١٤٧). والطبري (٨ / ٣٠٠) ، الكامل لابن الأثير (٤ / ٢٥٩).
(٥) سبقت ترجمة عقيل بن معقل ، أمّا الحريش فلم نقف على مزيد من أخباره ، إلّا أنه يمكن القول بأنه أحد أهل الوفاء والمروءة والولاء لأهل البيت عليهمالسلام ، وخير دليل على ذلك موقفه مع صاحب الترجمة وإنزاله بمنزله ، واختلف في اسم أبيه ، ففي مقاتل الطالبيين الحريش بن عبد الرحمن الشيباني ، وابن الأثير (٥ / ١٠٧) الحريش بن عمرو بن داود ، والطبري (٥ / ٥٣٦) نفس ما في ابن الأثير ، وفي بعض النسخ الجريش وهو تصحيف.
(٦) ساقط في (ج).
(٧) في (أ، ب) : فأنا أدلك.
(٨) وفي رواية أخرى فوثب قريش بن الحريش ، فقال لعقيل : لا تقتل أبي ، وأنا آتيك بيحيى ، انظر مقاتل الطالبيين ص (١٤٧) ، وفي الطبري (٥ / ٥٣٦) (وأنا آتيك به) أي بيحيى بن زيد.
(٩) في (أ، ب ، د) : معهم.
(١٠) يزيد بن عمرو ، والفضل مولى عبد القيس يزيد هو يزيد بن عمرو التميمي من سرخس ، أتاه الإمام يحيى بن زيد بعد خروجه من الري ، وأقام عنده ستة أشهر ، ويمكن القول هنا أنه أحد الذين آووا ونصروا صاحب الترجمة بقدر استطاعته ، وقد خرج مع يحيى بن زيد من الكوفة وظل معه حتى حدث هذا الموقف المشار إليه. والله أعلم. أما الفضل مولى عبد القيس فهو أحد أفراد قبيلة عبد القيس بن أفصي ، وهي القبيلة التي ناصرت علي بن أبي طالب في سنة (٣٦ ه) ، ثم بعدها اعتزلوا القتال سنة (٤٠ ه) وحاربوا في حوادث سنة (٦٥ ، ٦٦ ، ٧٧ ه) مع المهلب بن أبي صفرة عامل ابن الزبير ، وكان عدد المقاتلة منهم في خراسان سنة (٩٦ ه) أربعة آلاف مقاتل ، وكان عليهم عبد الله بن علوان ، انظر : معجم قبائل العرب (٢ / ٧٢٦ ـ ٧٢٧).
(١١) هكذا في جميع النسخ ، وفي المقاتل وتاريخ الطبري.