معه من الكوفة ـ فأتي به نصر بن سيار فحبسه (١) ، وكتب إلى يوسف بن عمر يخبره الخبر.
فكتب الوليد إلى نصر بن سيار يأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وسبيل من معه ، فدعا نصر بن سيار بيحيى بن زيد فأمره بتقوى الله وحذره من الفتنة ، ووصله بألف درهم ، وحمله على بغلين ، وأمره أن يلحق بالوليد بن يزيد ، فأقبل يحيى بن زيد عليهالسلام ومن معه حتى نزل بسرخس فأقام بها وعليها عبد الله بن قيس (٢) فكتب إليه نصر بن سيار يأمره بإشخاصه عنها ، وكتب إلى الحريش بن يزيد التميمي (٣) ؛ وكان من أشراف تميم (٤) ؛ وكان عامله على طوس (٥) «يأمره» (٦) إذا مرّ به يحيى بن زيد عليهالسلام أن يشخصه ، ولا يذره (٧) يقيم بطوس ، وأن لا يفارقه حتى يؤديه إلى عمرو بن زرارة (٨) ، وكان عامله على أبر شهر ، فأشخصه
__________________
(١) في بعض الروايات : فحبسه وقيّده وجعله في سلسلة ، وكتب إلى يوسف ، انظر : مقاتل الطالبيين (١٤٧) ، تاريخ الطبري (٨ / ٣٠٠).
(٢) هو : عبد الله بن قيس بن عباد البكري ، عامل سرخس من قبل نصر بن سيّار صاحب خراسان. له مواقف سيئة مع صاحب الترجمة ـ يحيى بن زيد عليهالسلام ، انظر : مقاتل الطالبيين ص (١٤٨ ـ ١٤٩) ، الكامل لابن الأثير (٤ / ٢٥٩) ، تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٦).
(٣) في رواية الحسن بن زيد التميمي ، عامل طوس ، وقيل : الحريش بن عمرو بن داود ، والحسن بن زيد التميمي كان على رأس بني تميم. انظر تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٦).
(٤) هي قبيلة بني تميم بن مر ، من العدنانية ، تنسب إلى تميم بن مر بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، كانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمامة حتى يتصلوا بالبحرين ، وانتشرت إلى العذيب من أرض الكوفة ، تمتاز هذه القبيلة بتاريخها الحربي في الجاهلية والإسلام ، انظر : معجم قبائل العرب (١ / ١٢٦ ـ ١٣٣).
(٥) مدينة بخراسان ، وبينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، تشتمل على بلدتين يقال لأحدهما الطابران وللأخرى نوقان ، وبها توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، انظر : معجم البلدان (٤ / ٤٩ ـ ٥٠) ، الروض المعطار (٣٩٨ ـ ٤٠٠) ، نزهة المشتاق (٢٠٩).
(٦) ساقط في (أ).
(٧) في (ج ، ب) : يدعه.
(٨) هو : عمرو بن زرارة ، كان على أبر شهر أميرا ، حاول استمالة الإمام يحيى بن زيد فأعطاه ألف درهم نفقة له ، وأرسله إلى بيهق ، وبعدها خرج الإمام يحيى بن زيد في سبعين رجلا ، وقاد عمر بن زرارة جيشا في عشرة آلاف ، ودارت بينهما حرب ، فقتله الإمام يحيى واستباح عسكره ، انظر : مقاتل الطالبيين ص (١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥٠) ، الكامل لابن الأثير (٤ / ٢٥٩) ، تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٧).