وكان محمد بن عبد الله أيدا قويا (١) ، إذا صعد المنبر يتقعقع عنه المنبر (٢) ، وأنه أقل صخرة إلى منكبيه فحزروها (٣) ألف رطل (٤).
[٩] حدثنا أبو العباس بإسناده (٥) عن علي بن عثمان قال : حدثني أبي ، قال : كان من قصة محمد بن عبد الله بن الحسن عليهالسلام أنه لما ولد سماه أبوه محمدا [إذ] تباشر به آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٦) ، موافقا اسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واسم أبيه فأملوه ورجوه وسروا به ووقعت عليه المحبة ، وجعلوا يتذاكرونه في المجالس ، فقال في ذلك شاعرهم (٧) :
ليهنكم المولود من آل أحمد |
|
إمام هدى هادي الطريقة مهتدي |
يسوم أميّ الذل من بعد عزها |
|
وآل بني العاص الطريد المشرد |
فيقتلهم قتلا ذريعا وهذه |
|
بشارة جدية علي وأحمد |
هما أنبئانا أن ذلك كائن |
|
برغم أنوف من عداة (٨) وحسد |
أميّ فصبرا طال ما اصطبرت لكم |
|
بنو هاشم آل النبي محمد (٩) |
فشاع ذلك من أمر محمد بن عبد الله عليهالسلام وسرّ به آل محمد ، ونشأ مأمولا في حالاته ، محمودا في منشئه ، فهيما في رأيه ، لبيبا في عقله ، مكرما في أهله ، معظما في الناس ،
__________________
(١) القوي الشديد ، المعجم الوسيط. مادة (آد).
(٢) في (ب ، د) : يتقعقع تحته المنبر.
(٣) أي وزنها.
(٤) انظر الشافي (١ / ١ / ١٩٩) ، مقاتل الطالبيين (٢٢١). ، ومعنى أحزروها : أي قدروها بالتخمين ، حزر الشيء حزرا أي قدرّه بالتخمين فهو حازر ، المعجم الوسيط (مادة : أحرز).
(٥) السند في (ب) حدثنا أبو العباس ، قال : حدثني رجل ثقة من بني هاشم ، قال : حدثني أحمد بن سعيد البغدادي وهو رجل من أهل العلم عن علي بن عثمان قال : حدثني أبي ... إلخ.
(٦) نهاية الصفحة [٢٣٠ ـ أ].
(٧) في (ب ، ج ، د) : وقال الشاعر في ذلك.
(٨) في بعض النسخ : بغاة.
(٩) في مقاتل الطالبيين ص (٢١٧) الشطر الأول من البيت هكذا :
أميّة صبرا طلما اطّرت لكم