قال في (الشافي) : وفي أيام الراضي أبو العباس الحسني وهو : أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن علي (١) بن أبي طالب عليهالسلام وهو المتكلم الفقيه المناظر المحيط بألفاظ علماء العترة أجمع غير مدافع ولا منازع ، وكان في محل الإمامة ومحل الزعامة ، ولم ينتظم له الأمر بحيث يتمكن من إنفاذ الأحكام في محاربته للظالمين ، وعاصر الملقب بالقاهر والراضي والمتقي.
قال صاحب النزهة (٢) : وله مؤلفات في فقه الهدوية الشيعة منها : (شرح النصوص) في مجلد ، ومنها (شرح الأحكام) في مجلدين والأحاديث التي أوردها فيه مسندة كما روى ودل كلام وقفت عليه في بعض الأوراق أنه لا يقبل الأحاديث المرسلة قال فيها : قال أبو العباس الحسني : (لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد) (٣). وبه قال الإمام الناصر بن الحسن بن علي الأطروش حيث قال : الإسناد هو المؤمن وكل حديث لا يستند فيه فهو خل وبقل (٤). وقال قدس الله روحه : من فقه الرجل المؤمن بصره بالحديث (٥) ، قال قال : عثمان بن أبي شيبة عن سوادة بن أبي الجعد عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال : من طلب العلم بلا إسناد فهو كحاطب ليل (٦) ، قال والأخبار النبوية قد نقدناها نقد الدراهم وميزنا صحيحها من سقيمها بعون الله تعالى ومنّه (٧). وله أيضا كتاب (المصابيح) في التاريخ ذكر فيه الأئمة الدعاة وسلك فيه مسلك الجارودية من الزيدية ولعله كان جاروديا وهذا السيد أحد مشايخ السيدين المؤيد بالله وأبي طالب وهو خالهما أيضا وهو من أهل الاستنباط والتخريج أيضا كما أشرنا إليه أول الكتاب ، مات سنة (...) (٨).
قلت : ولعل قبره بجرجان وعليه مشهد هناك يروى أنه لم يبق من المشاهد التي أخربها
__________________
(١) الصحيح أنه : داود بن الحسن بن الحسن بن علي ، لهذا وجب التنويه وقد أثبت ما أثبته مؤلف المستطاب.
(٢) هو العلامة يحيى بن محمد بن حسن المقرائي. انظر ترجمته بأعلام المؤلفين الزيدية ص (١١٤٧ ـ ١١٥٠) ترجمة (١٢١١).
(٣) انظر : شرح التجريد في فقه الزيدية (١ / ٥)
(٤) نفسه (١ / ٥).
(٥) نفسه (١ / ٥).
(٦) نفسه (١ / ٥).
(٧) نفسه (١ / ٥).
(٨) بياض في المصدر.