قتل بفخ في المعركة ، ثم دخل يحيى وإدريس ومعهما أولئك المبيضة ، وعبد الله بن الحسن الأفطس ، فقتلوا من الجند الذين كانوا مع خالد في رحبة دار يزيد (١) ثلاثة عشر رجلا ، وانهزم الناس وتفرقوا في كل وجه ، والحسين جالس محتبي ما حل حبوته.
قال : ولم يقم يومئذ (٢) سوق بالمدينة ، قال : وركب إدريس في نحو من ثلاثين «رجلا» (٣) من أولئك المبيضة ، قد كانت الجراح فشت فيهم للرمي الذي نالهم بالحجارة والنشاب ، فداروا «ساعة» (٤) في المدينة فأشرف له رجل من بني مخزوم أو غيره من قريش فسألوه الكف عنهم وعن غشيان دورهم ومنازلهم ففعل ، ورجع إلى الحسين فأخبره.
قال : وأقاموا ذلك اليوم ، فلما كان الغد (٥) جاءهم عمر بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين ، وإبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن حسن ، وهو (٦) طباطبا ، وحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن (٧).
قال : ولزم أهل المدينة منازلهم ، فلم يأتوا المسجد ، ولم يصلوا فيه ، وغدا إليهم ذلك اليوم جماعة من موالي آل العباس وأحبائهم ، وخرج معهم عبد الله بن عثمان المخزومي ، وعمرو بن الزبير وغيرهما ، فقاتلوا المبيضة مراماة.
قال : وقد كان سليمان بن أبي جعفر مع موسى بن عيسى فتلقاهم الخبر فأقاموا ، وتقدم
__________________
(١) هي دار يزيد بن عبد الملك بالمدينة ، انظر : أخبار المدينة (٢٥٦ ، ٢٥٧).
(٢) نهاية الصفحة [٢٧٤ ـ أ].
(٣) ساقط في (ب ، ج ، د).
(٤) ساقط في (ب ، ج).
(٥) في (ب ، ج ، د) : فلما كان من الغد.
(٦) في (أ) : وإبراهيم هو.
(٧) هو عمر بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين المجدي (٢٢٠). والحسن هو الأفطس في المشهور ، حامل راية النفس الزكية ، وقيل : إن الأفطس ابنه الحسين بن الحسن الخارج من مكة مع محمد بن جعفر الصادق عليهمالسلام ثم دعا إلى الإمام محمد بن إبراهيم صاحب أبي السرايا. أما إبراهيم بن إسماعيل : فهو إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن المعروف بطباطبا ، هو والد الإمام القاسم الآتي ذكره ، انظر : سر السلسلة العلوية (١٦) ، المجدي (٧٢) ، الشجرة المباركة (٢٤) ، الفخري (١٠٢) غاية الاختصار (٤٩ ـ ٥٠) ، عمدة الطالب (١٩٩).