يدعو الناس إلى الرضا من آل محمد ، فرجعت إلى منزلي فلبست (١) سلاحي ومضيت مع الناس (٢) فبايعت.
قال : فأقام محمد عليهالسلام بالمسجد حتى بايعه خلق كثير عظيم من أهل الكوفة ، وصلى بالناس ، ثم دخل القصر ، فلما صلّى الظهر بعث إلى الفضل بن العباس بن موسى (٣) بن عيسى رسولا يقول له : يقرئك ابن عمك السلام ، ويقول لك : أمددنا (٤) بما قدرت عليه من سلاح وكراع.
فوافى الرسول الفضل وقد بلغه خبر محمد فخندق على داره وجمع مواليه وأتباعه ، ففرق فيهم الصلاة وقوّاهم بالأسلحة ، وأقام على سور قصره (٥) ، فلما وصل الرسول إليه رماه خادم «بسهم» (٦) من فوق الدار فجرحه ، فرجع إلى أبي السرايا متخضبا بدمه ، فدخل أبو السرايا على محمد ، فقال : يا ابن رسول الله إن الفضل بدأنا بالقتال ، ونصب لنا الحرب وأظهر لنا المعاندة ، وجرح رسولنا وقد استحق أن نحاربه فأذن لي فيه ، فإنا نرجوا أن يجاز لنا عليه وأن يغنمنا الله ماله وسلاحه ، فأذن له فيه وأمره أن لا يسفك دما ولا ينتهك حرمة (٧).
وقال نصر بن مزاحم : عن عبد الله بن محمد قال : نادى أبو السرايا في الناس : أن اخرجوا إلى دار العباس فخرجوا حتى النساء والصبيان ، قال : فلقيته حين فصل من طاق المحامل على فرس أدهم عليه قباء أبيض ، وهو يقول :
قد وضح الحق لكم فسيروا |
|
فكلكم مؤيد منصور |
سيروا بنيّات لها تشمير |
|
ولا يميلن بكم غرور |
__________________
(١) في (أ) : ولبست سلاحي ومضيت إلى الناس.
(٢) في (أ) : إلى الناس.
(٣) نهاية الصفحة [٣١٧ ـ أ].
(٤) في (أ) : أمدنا.
(٥) الخبر في : مقاتل الطالبيين ص (٤٢٩).
(٦) ساقط في (أ، د).
(٧) الخبر في : مقاتل الطالبيين ص (٤٢٩).