عبدوس بسيفه (١) وهو يقول :
كيف رأيتم بأسنا وجدّنا |
|
وفعلنا حين قصدتم قصدنا |
قال : وضرب فيها مسافر الطائي بسيفه حتى انكسر وطعن برمحه حتى انقصف ، وحمل عليهم بالعمود وهو يقول :
بغوا فقد صاروا (٢) إلى التدمير |
|
إلى أشد الحال والمصير |
ما بين مقتول إلى أسير |
|
ثم تذوقوا لهب السعير |
قال نصر بن مزاحم : حدثني عبد الله بن عبد الحميد قال : رأيت أعرابيا بجنب عدة أسرى وفي يده رأس عبدوس ، وهو يقول :
لم تر عيني منظرا كاليوم |
|
وإن على سيوفنا من لوم |
ما صنعت ضباتها بالقوم |
|
كأن ذا في خطرات النوم |
قال : ورأيت أبا كتيلة على فرس أدهم معمما (٣) بعمامة حمراء ، في يده سيف وترس يشد على أصحاب عبدوس وهو يقول :
اصطبروا أين إلى أين الهرب |
|
واستشعروا الويل ونادوا بالحرب |
قد ذهب الرأس فما صبر الذنب |
|
يا أهل بغداد تهيئوا للعطب (٤) |
كيف رأيتم وقع أسياف العرب |
قال : فأمر أبو السرايا الناس ليعبروا الأسرى ويعبروا الرءوس ، ثم بعثهم إلى الكوفة (٥) ، وتوجه إلى القصر.
__________________
(١) في (أ) : بنفسه.
(٢) في (د) : طاروا.
(٣) في (أ) : معتما.
(٤) في (د) : للقطب.
(٥) نهاية الصفحة [٣٢٩ ـ أ].