د ـ أراضي خيبر : خيبر على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام ، ويطلق هذا الاسم على الولاية ، وكانت تشتمل على سبعة حصون منيعة أو ثمانية (١) ، ومزارع ونخل كثير (٢) يقطنها عتاة اليهود وقد تحالفوا مع القبائل العربية.
قصدهم رسول الله (ص) بعد عودته من الحديبية في صفر سنة سبع أو هلال ربيع الأول منها (٣).
ولم يأذن لأحد تخلّف عن الحديبيّة أن يشهد معه خيبر إلّا جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري (٤) ، وكانوا قد تخلّفوا عنه في الحديبيّة وأرجفوا بالمسلمين (٥).
حاصر النبيّ اليهود في حصونهم بخيبر قريبا من شهر ، وكانوا يخرجون كلّ يوم عشرة آلاف مقاتل (٦) ففتح بعضها عنوة وبعضها صلحا (٧) ، فخمّس ما أخذها عنوة ، وقسم أربعة أخماسها بين المسلمين ممّن كان شهد خيبر من أهل الحديبية (٨). ولمّا لم يكن له من العمّال من يكفيه عمل الأرض ، دفعها إلى اليهود يعملونها على نصف ما خرج منها (٩).
قالوا : قسّم النبي خيبر على ٣٦ سهما ، وجعل كل سهم مائة سهم : لرسول الله ١٨ سهما ، و ١٨ سهما للمسلمين اقتسموها بينهم ولرسول الله مثل سهم أحدهم (١٠).
وقالوا : قسم سهمان المسلمين بين من حضر الحديبية ، ومن قدم مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة (١١).
__________________
(١) في كتابي الأحكام السلطانية للماوردي ص ١٦٩ ، ولأبي يعلي ص ١٨٤.
(٢) مادة خيبر من معجم البلدان ، وفيها أن خيبر بلسان اليهود الحصن وسميت خيابر لأنّها كانت تشتمل على عدة حصون.
(٣) و (٥) مغازي الواقدي ص ٦٣٤.
(٤) الدر المنثور للسيوطي ٦ / ١٩٢.
(٦) مغازي الواقدي ص ٦٣٧.
(٧) وفاء الوفاء ص ١٢١٠.
(٨) فتوح البلدان للبلاذري ١ / ٣١.
(٩) فتوح البلدان ١ / ٢٦ ـ ٢٨. وفي مغازي الواقدي ص ٦٨٨ ـ ٦٩٩ : لمّا توفي أبو بكر (رض) كان ولده ورثته يأخذون طعمته من خيبر مائة وسق في خلافة عمر وعثمان ـ إلى قوله ـ حتى كان زمن عبد الملك أو بعده فقطع.
(١٠) فتوح البلدان ١ / ٢٩. والأموال لأبي عبيد ص ٥٦.
(١١) فتوح البلدان ٢٨ ـ ٣٢.