علّة الحديث :
في سند الحديث : مؤمّل بن إسماعيل ، وهو ابو عبد الرحمن العدوي ، مولاهم نزيل مكّة ، مات سنة خمس اوست ومائتين ، في ترجمته بتهذيب التهذيب ، قال البخاري : «منكر الحديث».
وقال غيره : دفن كتبه فكان يحدّث من حفظه فكثر خطاؤه.
وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه فإنّه يروى المناكير عن ثقات شيوخه. وهذا أشدّ! فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنّا نجعل له عذرا (١).
وفي متن الحديث : إنّهم نزلوا ثنية الوداع ، وثنية الوداع ـ كما في معجم البلدان ـ ثنية مشرقة على المدينة يطأها من يريد مكة ، وقال : والصحيح إنّه اسم جاهلي ، قديم ، سمّي لتوديع المسافرين (٢).
ويؤيد ذلك أنّ رسول الله لما ورد المدينة في الهجرة لقيته نساء الأنصار يقلن :
طلع البدر علينا |
|
من ثنيات الوداع (٣) |
وعلى هذا فثنيّة الوداع محلّ توديع المسافرين منذ العصر الجاهلي وسمّي بهذا الاسم قبل الإسلام وليس بعده.
أضف إليه : أنّه ما سبب خروج نساء المتعة لتوديع أزواجهنّ دون نساء النكاح الدائم؟ وما سبب بكائهنّ وليس الأزواج ذاهبين إلى غير رجعة؟
و ـ روى البيهقي عن عليّ بن أبي طالب (رض) قال : نهى رسول الله (ص) عن المتعة ، قال : وإنّما كانت لمن لم يجد ، فلمّا أنزل النكاح والطلاق والعدّة والميراث بين الزوج والمرأة ، نسخت (٤).
علّة الحديث :
في سند الحديث موسى بن ايّوب ، ذكره العقيلي في الضعفاء ، وقال عنه يحيى ابن معين والساجي : منكر الحديث (٥).
__________________
(١) تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٨٠ ـ ٣٨١.
(٢) بمادة ثنية الوداع من معجم البلدان.
(٣) بمادة «ثنيّة الوداع من الروض المعطار للحميري».
(٤) سنن البيهقي ٧ / ٢٠٧.
(٥) بترجمة موسى بن أيوب من تهذيب التهذيب ١ / ٣٣٦.