قلت أولا : إنّ وجوه أصحاب النبي (ص) ، ورؤساء المهاجرين والأنصار ، وأعيان السابقين إلى الإيمان بالله تعالى ورسوله (ص) ، على التحقيق الذي يناصره الدليل ، والبرهان هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أخو رسول الله (ص) ، ووزيره ، ووصيّه ، وخليفته ، بدليل حديث المؤاخاة المشهور الذي أخرجه الحفّاظ من أهل السنّة في باب فضائله من كتبهم المعتمدة ك (استيعاب) ابن عبد البر و (إصابة) ابن حجر العسقلاني و (الرياض النضرة) لمحبّ الدين الطبري و (حليّة الأولياء) ، لأبي نعيم وغيرهم كما تقدّم ، وبدليل حديث المنزلة المتقدّم ذكره في صحاح أهل السنّة ، وبدليل حديث الوصيّة الذي أخرجه البخاري في صحيحه ص ٨٣ من جزئه الثاني من كتاب الوصايا ، وفي باب مرض النبي (ص) ووفاته ص ٦٤ من جزئه الثالث ، وحكاه مسلم في صحيحه ص ١٤ من كتاب الوصية من جزئه الثاني وقد جاء فيه : «إنّهم ذكروا عند أم المؤمنين عائشة (رض) أنّ النبي (ص) أوصى إلى علي بن أبي طالب (ع) فقالت متى أوصى إليه؟» (الحديث) وأنتم تعلمون إنّ الذين قالوا يومئذ إنّ النبي (ص) أوصى إلى علي (ع) لم يكونوا خارجين عن أصحاب النبي (ص) ، أو التابعين الذين لا يهمهم مكاشفة أم المؤمنين عائشة (رض) بما لا يرضها ويخالف ما تقتضيه السياسة في ذلك الحين لذا ترونها قد ارتبكت ارتباكا عظيما عند سماعها قولهم يصورها لكم ردّها بأضعف الردود. وقد أورد الذهبي جملة من أحاديث الوصية والوراثة في أحوال شريك ص ٤٤٦ من كتابه (ميزان الاعتدال) من جزئه الأول وفي طريقه محمد بن حميد الرازي وهو من الثقات كما اعترف به الذهبي في ص ٥٠ من (ميزانه) من جزئه الثالث ، وأخرجه ابن سعد في ص ٦١ و ٦٣ من القسم الثاني من (طبقاته) من جزئه الثاني ، ونقله الحاكم في (مستدركه) والذهبي في