الجهاد ، وبارزوا الأبطال ، وكافحوا الشجعان ، وأقاموا عمود الدين ، وشيّدوا دعائم الإسلام.
ثانيا : لو سلّمنا لكم تنازلا أنّهم من وجوه أصحاب النبي (ص) والمهاجرين السابقين إلى الإسلام ، إلّا أنّ ذلك لا يمنعهم من دفع علي (ع) عن حقّه ، والخلاف عليه فيما استحقّه ، لأنّه لا يوجب لهم العصمة من الخطأ ، ولا يرفع عنهم جواز الغلط والنسيان ، ولا يحيل عليهم تعمد العناد.
انظروا كيف ارتكب شركاؤهم في الصحبة والهجرة والسبق إلى الإسلام على ما تدّعون ، حين رجع الأمر إلى علي (ع) باختيار الجمهور منهم ، فنكث طلحة والزبير وقد كانا بايعاه على الطوع والاختيار ، وطلحة نظير الخليفة أبي بكر (رض) والزبير أجلّ منهما على كل حال ، لأنّهما أيضا من العشرة الذين تزعمون أنّ رسول الله (ص) بشّرهم بالجنّة.
وهذا سعد بن أبي وقّاص قد فارق عليّا (ع) وهو أقدم إسلاما من أبي بكر (رض) وأشرف منه في النسب ، وأكرم في الحسب ، وأحسن آثارا من الخلفاء الثلاثة في الجهاد ، وتابعه على مفارقة علي (ع) وخذلانه محمد بن مسلمة وهو من رؤساء الأنصار ، واقتفى أثرهم في ذلك.
وزاد عليهم بإظهار سبّه والبراءة منه حسان بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان وذلك أبو موسى الأشعري الذي له من السبق والصحبة ما لا تجهلونه وقد علمتم عداوتهم لعلي (ع) ، وإظهارهم سبّه ، والقنوت عليه في الصلوات ، وفي سائر الأوقات ، بل لو كانت الصحبة بذاتها تمنع من الخطأ لمنعت مالك بن نويرة وهو صاحب رسول الله (ص)