أبي طالب كرم الله تعالى وجهه لما قدّمنا من مزيد علمه ، ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال (الخليفة) أبو بكر : علي عترة رسول الله (ص) أي الذين حثّ على التمسّك بهم فخصّه لما قلنا) انتهى ورواه الحافظ الترمذي في (سننه) ص ٢٢٠ و ٢٢١ من جزئه الثاني عن نيف وثلاثين صحابيا وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ص ٢٧٩ من جزئه الثاني في باب فضائل علي بن أبي طالب (ع) عن زيد بن أرقم أنّه قال صدع به النبي (ص) في موضع يدعى خمّا بين مكة والمدينة فحديث الثقلين من الأحاديث المتواترة بين الفريقين وذلك لما قاله ابن حجر الهيثمي في أوائل ص ٢١ من الباب الأول في الفصل الثالث وهو الباب الذي عقده لخلافة أبي بكر (رض) من (صواعقه) بعد أن أورد حديث صلاة أبي بكر (رض) في مرض النبي (ص) (واعلم إنّ هذا الحديث متواتر فإنّه ورد (عن ثمانية من الصحابة) ثم عدّهم واحد بعد واحد فكانوا ثمانية من الصحابة فحديث الثقلين على ما أفاده ابن حجر متواتر لأنّه ورد عن نيف وعشرين صحابيا في قوله ، وعن نيف وثلاثين صحابيا في قول الترمذي.
فهو كما تراه قد تجاوز حدّ التواتر أضعافا كثيرة عمّا قاله الترمذي ويزيد على ثلاثة أضعاف التواتر فيما قاله الهيثمي وليس عترة النبي (ص) أهل بيته (ع) في الحديث غير علي وفاطمة والحسن والحسين وأبنائهما الطاهرين كما يقتضيه معنى العترة في اللغة فهذا الفيومي يقول في مصباحه بمادة عتر (العترة نسل الإنسان قال الأزهري وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أنّ العترة ولد الرجل وذرّيته من عصبه من صلبه ولا تعرف من معنى العترة غير ذلك).
ثمّ إنّ قوله (ص) «أهل بيتي» بعد قوله (ص) «عترتي» يعني خروج غير من ذكرنا عن العترة من أقاربه (ص) ، ويقرر هذا ويعينه ما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في أواخر ص ٢٥٩ من جزئه الثالث :