سنتي في شيء من صحاحهم ومسانيدهم المعتبرة ، وإنّما اقتصروا على كلمة (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فلو كانت صحيحة لأخرجوها ولم يخرجوا غيرها ومن حيث أنّهم جميعا لم يخرجوها علمنا أنّها موضوعة لا أصل لها وإنّ واضعيها لم يقصدوا من وراء ذلك إلّا صرف هذه الفضيلة العظمى عن أهل بيت المصطفى (ص) ، بغضا لهم (ع) ، وعنادا للنبي (ص) دون أن يدرك واضعوها إلى أنّهم لم يحسنوا وضعها ، فخاب ظنّهم ، وطاش سهمهم ، كما سيتّضح لكم ذلك فيما يأتي.
رابعا : إنّ رسول الله (ص) لم يقرن عترته ، أهل بيته (ع) ، بكتاب الله تعالى ، إلّا لأنّه علّمهم علومه ، وعرّفهم أحكامه ، ليقوموا بحفظها ورعايتها ، ويوضّحوا للأمّة غوامض ما فيه ، ويدلّوها على تعاليمه ، دلالة واضحة كما أنزل الله تعالى على رسوله (ص) ، وذلك لا يمكن أن يكون إلّا لأعداله المعصومين بحكم النبي (ص) كما ألمعناه.
خامسا : ممّا أفاده ابن حجر الهيثمي في (صواعقه) في أواسط ص ١٤٨ في الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم (ع) من الباب الحادي عشر فإنّه (قال : «وفي رواية كتاب الله وسنّتي» وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب ، لأنّ السنّة مبينة له فأغنى ذكره. والحاصل إنّ الحثّ وقع على التمسّك بالكتاب وبالسنّة وبالعلماء من أهل البيت ، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة) انتهى قوله.
فحديث «كتاب الله وسنّتي» لو صحّ فلا منافاة بينه وبين «كتاب الله وعترتي» بذلك التفسير ، لأنّ العلماء بهما كما أنزل الله تعالى ، وجاء به رسوله (ص) ، هم عترة النبي (ص) ، أهل بيته (ص) ، دون غيرهم ، لانتفاء العصمة عن غيرهم مطلقا.
سادسا : إنّ السنّة هي الأخرى كالقرآن تحتاج إلى من يقوم