آية ٤٤ وما بعدها : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) وقال تعالى فيما مرّ : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) وليس من الممكن إطلاقا أن يكون الإمام ضالا ومضلا وتابعا لغير ما أنزل الله تعالى ، وموجبا على الناس غيره ، ومنفذا لغير ما نزل من عند الله تعالى على رسوله (ص) ، لأنّه لو لم يكن معصوما لجاز أن يفتي الناس بغير علم ، وهو مناف لقوله تعالى في سورة الإسراء آية ٣٦ : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ومناف لقوله تعالى في سورة يونس (ع) آية ٥٩ : (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) بل لو لم يكن معصوما لجاز أن يحكم بغير ما أنزل الله تعالى ، خطأ أو عمدا ، وفي القرآن يقول الله تعالى كما مرّ : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ، والظالم كما تعلمون لا يستحق منصب الإمامة ، ولا يليق به لقوله تعالى كما قدمنا : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
الخامس : إنّ مخالفة الإمام ، والخروج على أوامره ونواهيه ، مروق عن الدين ، وخروج عن الإسلام ، كالخروج على النبي (ص) ومخالفة أوامره ، ونواهيه ، لقوله (ص) فيما تقدم ذكره مفصلا : «من خرج عن السلطان بشبر ومات ، مات ميتة جاهلية» وقوله (ص) : «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» وقوله (ص) : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» أي ميتة كفر ، وهذا بخلاف مخالفة أوامر المجتهد ونواهيه فإنّه لا يوجب الخروج عن الإسلام مطلقا.
السادس : إنّ المجتهد يمكن إفحامه ، ففي الإمكان أن يقول المكلف إنّي اجتهدت فأدّى اجتهادي إلى أن لا أقبل قولك في هذا الحال ونحوها فأيّ حجة يا ترى بعد هذا تجدها لله تعالى على الناس أجمعين وفي القرآن يقول الله تعالى في سورة الأنعام آية ١٤٩ : (قُلْ فَلِلَّهِ