وهي موهونة الطرق والإسناد ، وغير متفق على روايتها بين أهل الإسلام ، لا سيما أن الحديث الأول مخالف للكتاب ، والسنّة ، ودليل العقل.
أمّا الكتاب فقد توعد مرتكبي المحرّمات بالعقاب لا بالغفران من غير توبة ، فلو شاء أهل بدر أن يرتكبوا ما حرّم الله تعالى كالزنا ، وشرب الخمر ، وقتل النفس ، بغير حقّ مثلا ، كانوا كغيرهم من الناس مشمولين بآيات الوعيد بالعقاب ، لا بآيات الغفران من غير توبة ، إذ لا محاباة بين الله تعالى وبين أحد من عباده ، ولا يجري عليه تعالى ما يجري على غيره من المخلوقين من التشهّي وميل النفس ، وليس بينه تعالى وبين أحد من خلقه قرابة ، ليميل إليه.
وهكذا حال السنّة فإنّها لا تخالف كتاب الله في مؤاخذة أهل الكبائر من الذنوب ، والمصرّين على الصغائر منها ، من غير توبة.
وأمّا العقل فإنّه حاكم حكما قطعيا بمؤاخذة أفراد المكلّفين على مخالفتهم لأوامر مولاهم ونواهيه ، سواء أكانوا من أهل بدر أم من غيرهم. فمثل هذا الحديث يستحيل صدوره عن النبي (ص).
وأمّا الحديث الثالث وهو قوله : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» فنقول فيه :
أولا : إنّ في طريقه حمزة النصيبي ، والحارث بن غصين. والأول متهم بالكذب ، وحديثه لا يساوي فلسا ، وعامّة مروياته موضوعة ، ومنكر الحديث عند شيخ الحديث البخاري ، والثاني مجهول الحال لا يعرف من هو على ما صرّح به إمام الجرح والتعديل عند أهل السنّة الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال) ص ٢٨٤ من جزئه الأول فإنّه قال : (قال ابن معين : حمزة النصيبي لا يساوي فلسا وقال ـ خ ـ (يعني البخاري) منكر الحديث ، وقال الدار قطني : متروك. وقال ابن