عديّ عامة مروياته موضوعة) انتهى وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه (لسان الميزان) ص ١٥٦ من جزئه الثاني : (الحارث بن غصين قال ابن عبد البر في كتاب العلم مجهول) انتهى. فكيف ترون أن مثل هذا الخبر الموضوع عند هذين الإمامين يصادم الإجماع القطعي ، ويقاوم ما أدليناه عليكم من أحاديث الحوض والبطانتين : «ولتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا» المجمع على صحة ثبوتها بين الفريقين ، والمسجّلة في صحيح البخاري كما تقدم ، وهي تكفي في إبطال حديث أصحابي كالنجوم ، وإثبات أنّه موضوع لا أصل له. هذا كلّه من حيث فساد سنده.
وأمّا من حيث فساد دلالته ، وإن كان يكفينا بطلان سنده عن بطلان دلالته فمن وجوه :
الأول : إنّ المخاطبين بلفظ اقتديتم ، إن كانوا أصحابه مع غيرهم ، فباطل ، لأنّه لا يصحّ لعربي فصيح أن يقول لأصحابه ، ومع غيرهم ، أصحابي لأنّ غيرهم ليسوا من أصحابه فكيف يصحّ لمسلم أن ينسب إلى النبي (ص) ما لا تسوغه الفصاحة ، وهو أفصح العرب ، وأبلغهم على الإطلاق؟! ولما بطل هذا بطل ذاك ، وإن كان المخاطبون بلفظ اقتديتم غير أصحابه ، فباطل أيضا ، لأنّ المشافهين يومئذ بهذا الخطاب لم يكونوا غير أصحابه ، وذلك لأنّ كل من خاطبه النبي (ص) وشافهه بهذا الخطاب. كان على مرأى منه ومسمع ، فيكون صحابيا ، وإلّا لزمكم أن تقولوا إمّا بمخاطبة المعدومين ، ومشافهتهم ، وبعثهم ، وزجرهم ، وتوجيه الأمر إليهم ، أو تقولوا ببطلان نسبة صحبتهم إليه (ص) ، لأنّ الصحبة مأخوذة من مصاحبة الإنسان لغيره. والشقّ الأول معلوم بالضرورة ، من الدين والعقل ، بطلانه ، ومثله الشقّ الثاني باطل ، لأنّ الحديث نصّ في نسبة صحبتهم إليه (ص) ، وإن كان المخاطبون بلفظ اقتديتم خصوص أصحابه بطل وجوب اقتداء