بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ، وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) ومن ذلك : إنّ رسول الله (ص) كان يخطب على المنبر يوم الجمعة إذ جاءت عير لقريش قد أقبلت من الشام ، ومعها من يضرب الدفّ ، ويستعمل ما حرّمه الإسلام ، فتركوا رسول الله (ص) قائما على المنبر ، وانفضوا عنه إلى اللهو واللعب ، رغبة فيهما ، وزهدا في استماع مواعظه (ص) ، وما يتلوه عليهم من آيات الذكر الحكيم حتى أنزل الله تعالى فيهم في سورة الجمعة آية ١١ : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً ، قُلْ : ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ ، وَمِنَ التِّجارَةِ ، وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) على ما أخرجه السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ص ٢٢٠ و ٢٢١ في تفسير الآية من جزئه السادس ، والخازن في تفسيره ص ٧٩ من جزئه السابع ، والبغوي في تفسيره ص ٧٩ من تفسيره بهامش الجزء السابع من تفسير الخازن ، والبيضاوي في تفسيره ص ١٣٣ من جزئه الخامس ، وغيرهم من مفسّري أهل السنّة ، وأخرجه البخاري مختصرا الحادثة في صحيحه من جزئه الثالث في باب وإذا رأوا تجارة في تفسير سورة الجمعة من كتاب التفسير عن جابر بن عبد الله أنّه قال : «أقبلت عير يوم الجمعة ونحن مع النبي (ص) فثار الناس إلّا اثنى عشر رجلا فأنزل الله الآية».
ومن ذلك : إنّهم اجتمعوا وطلبوا من رسول الله (ص) شجرة يعبدونها من دون الله تعالى ، فقال لهم : الله أكبر! قلتم مثل ما قال قوم موسى (ع) (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ!) على ما أخرجه السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ص ١١٤ من جزئه الثالث في تفسير هذه الآية وغيره من علماء التفسير عند أهل السنّة.
ومن ذلك : لما آثر النبي (ص) أناسا في القسمة في (حنين) تأليفا لقلوبهم قالوا : «إنّ هذه القسمة ما أراد بها وجه الله تعالى» على