ومنها : ما عن الخليفة عمر بن الخطاب (رض) قال : «كنت جالسا عند النبي (ص) ، قال : أتدرون أي خلق أفضل إيمانا؟ قلنا : الملائكة. قال : وحقّ لهم ، بل غيرهم. قلنا : الأنبياء. قال : وحقّ لهم بل غيرهم. قال : أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني ، فهم أفضل الخلق إيمانا».
وأنتم ترون أنّ عدول النبي (ص) عن أصحابه (ص) إلى غيرهم ممّن هم في أصلاب الرجال ، وحكمه عليهم بأنّهم أفضل الخلق إيمانا ، وعدم ذكره لأصحابه (ص) بشيء ، نصّ لا يقبل التأويل في بطلان حديث القرون وكذبه.
ومنها : قوله (ص) : «إنّ مثل أمتي مثل المطر لا يدري آخره أم أوّله».
ومنها : قوله (ص) : «ليدركنّ المسيح أقوام أنّهم لمثلكم أو خير ثلاثا» فهذه الأحاديث ، وأضعاف أمثالها ، نصوص صريحة في بطلان حديث القرون ، ولا تدع مجالا لمسلم عاقل أن يتمسّك به لإثبات خيرية أصحابه من غيرهم ، بل الأمر معكوس بها على هذا لمستدلّ به.
ثانيا : إنّكم إن أردتم من الخيرية في منطوقه ، أكثرية التقوى في أهلها ، فذلك يبطله كتاب الله تعالى بقوله تعالى في سورة يوسف (ع) آية ١٠٣ : (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) وغيرها من الآيات التي تقدم ذكر بعضها لا سيما وأنتم تعلمون أنّ ذلك لا يوجب خيرية جميع من كان معاصرا لرسول الله (ص) حتى الكذّابين ، والمنافقين ، والمنقلبين على الأعقاب ، وغيرهم من أهل الكتاب ، لضرورة بطلانه.
وإن أردتم وجود طائفة في عصره (ص) لا نظير لهم في التقى ،