بالرأي ، والهوى ، وبغير ما أنزل الله تعالى. فهذا الإمام أحمد بن حنبل يقول في المتفق عليه ص ٢٣٣ من مسنده من جزئه الأول : عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار».
وفي القرآن يقول الله تعالى في سورة يونس (ع) آية ٥٩ : (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) وقال تعالى في سورة الإسراء آية ٣٦ : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وقال تعالى في سورة النحل آية ١١٦ : (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) فهذه الآيات الكريمة وأضعافها تنهي أشد النهي وأبلغه عن القول في القرآن بغير علم ، وما نقلتموه عن المفسرين ، وإنهم فسروا الآية فيهم ، وإنهم أهلها ومحلها لم يكن إجماعا منهم ، ولا مستندا إلى ثقة ، ممّن له علم بتفسير القرآن وإنما كان ناشئا عن الآراء ، والأهواء ، والميول ، والاتجاهات ، والمحاباة ، والظنون ، التي ما أنزل الله بها من سلطان كما تجدون ذلك بأيسر وقفة على تفاسيرهم.
ثانيا : لو سلمنا لكم جدلا ، وفرضنا أنّهم رجعوا في تفسيرهم لها فيهم إلى من يوثق به من أصحاب رسول الله (ص) ومع ذلك فإنّه ليس بحجة في شيء ، ولا يجب الأخذ به لأنّه غير مسند إلى النبي (ص) بل موقوف على ذلك الصحابي ، ومثله لا يصلح أن يكون دليلا علميا له قيمته واعتباره ، لأنّ الله تعالى يقول : «وما آتاكم الرسول فخذوه» ولم يقل (وما آتاكم به أصحاب النبي (ص) فخذوه).
ثالثا : إنكم تعلمون أنّ المفسرين للقرآن طائفتان الطائفة الأولى أهل السنة والثانية الطائفة الشيعية.
أما الشيعة فلها في هذه الآية تفسير معروف تسنده إلى